دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الأسبوع الماضي، إرشادات توصي بتلقي الأطفال الجرعة المُعززة المحدثة المضادة لـ"كوفيد-19" لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا.
ويتوافر حاليًا المعزّز الخاص بالأطفال من "فايزر/ بيو إن تيك" للأطفال بدءًا من 5 سنوات وما فوق، ومن "مودرنا" للأطفال بدءًا من 6 سنوات وما فوق.
ما هي العوامل التي على الأهل مراعاتها عند أخذ قرارهما بمنح طفلهما الجرعة المعزّزة المحدثة؟ وهل من ظروف قد تجعلهما يتريّثان في أخذ القرار؟ وهل من تداعيات لهذه الجرعة؟ وماذا عن الأطفال الذين بلغوا 5 سنوات، هل يجب أن يحصلوا على جرعة معززة محدثة؟ إذا لم يتطعم الطفل بعد، فهل هو مؤهل للحصول على جرعة معززة محدثة؟
على هذه الأسئلة، تجيب الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية المعتمدة لدى CNN، و طبيبة الطوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في معهد ميلكن للصحة العامة التابع لجامعة جورج واشنطن، والأمّ لطفلين صغيرين.
CNN: من هم المؤهلون للحصول على جرعة "كوفيد-19" المعززة المحدثة؟ وهل مهم عدد اللقاحات التي تلقوها سابقًا؟
الدكتورة لينا وين: أساسًا، في وسع أي شخص يبلغ من العمر 5 سنوات وما فوق الحصول على معزز "كوفيد-19" ثنائي التكافؤ الجديد، طالما استوفى سلسلة اللقاحات الأولية. لا يهم عدد المعزّزات التي سبق وأخذوها. هذا يعني أن الطفل الذي تلقى الجرعتين الأوليتين فقط من "فايزر" أو "مودرنا"، يمكنه الحصول على جرعة معززة، وينطبق ذلك على الطفل الذي حصل على جرعة معززة واحدة، بعد مرور شهرين في الحد الأدنى على آخر جرعة لقاح تلقاها.
CNN: قبل اختيار المعزّز المحدّث لأطفالهما، ما الذي على الوالدين ومقدمي الرعاية أخذه في الاعتبار؟
وين: هناك سؤالان رئيسيان يجب طرحهما.
أولاً، هل طفلك أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض شديد بسبب "كوفيد-19"؟ أهم سبب للحصول على التطعيم هو تفادي الاستشفاء وتداعيات المرض الشديدة الأخرى. الجرعتان الأوليتان من اللقاح جيدتان جدًا لتحقيق ذلك لمعظم الأطفال. قد لا يزال بعض الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بتداعيات أسوأ، في حال كان يعاني من حالات طبية أساسية خطيرة، مثل أن يخضع للعلاج الكيميائي، أو تلقى عملية زرع. عندها، ينصح بأخذ جرعة معززة.
ثانيًا ، هل مهم جدًا بالنسبة لك تجنيب أطفالك الإصابة بفيروس "كوفيد-19"؟ قررت العديد من العائلات أنه ما أن بات طفلهما بمأمن من خطر الإصابة بمرض شديد بمجرد تلقيح أطفالهم، لم يمنحوا الأولوية للتخلّص من عدوى "كوفيد-19".
من ناحية أخرى، ثمة أهل يبقون متيقظين وحذرين للغاية. ربما تخوّفًا من كوفيد طويل الأمد. وربما يريدون تجنّب إصابة أطفالهم بالمرض، كي لا يفوّتوا أيام دراسة عليهم أو أيام العمل على مقدمي الرعاية. أو ربما يوجد فرد آخر في الأسرة يجب حمايته، مثل الجد المسن أو أي شخص آخر يعاني من حالات مرضية مزمنة. كل هذه اعتبارات منطقية لحصول الأطفال على المعزز في أقرب وقت.
لكني أحذّر من أمر واحد هو أننا لا نعرف إلى متى سيكون المعزز فعالًا للحد من عوارض الإصابة. فقد أظهرت بعض الدراسات أن فعالية اللقاح الأولي ضد المرض المصحوب بعوارض تتضاءل خلال بضعة أشهر. ورغم ذلك، ينتظر الكثير من "كوفيد-19"، مثل يمكننا أن نرى حالات متزايدة في الخريف والشتاء. ويمكن أن يظهر متحور جديد ويصبح مهيمنًا. وقد يرغب العديد من الأهل بتوفير الحماية المثلى لأطفالهم في حالة حدوث طفرة أخرى، ثم يقررون مرة أخرى في العام المقبل إذا كان هناك حاجة إلى تعزيز آخر.
CNN: هل من ظروف قد تدفع العائلات للتريّث قبل تعزيز أطفالهم؟
وين: إذا أصيب الطفل للتو بـ"كوفيد-19"، يستحسن الانتظار لمدة ثلاثة أشهر في الحد الأدنى قبل تلقيه المعزز، وفق ما توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. من غير المحتمل أن يصاب أحد بالعدوى مجددا في هذه الفترة الزمنية، وقد يكون من المفيد إعطاء الجسم الوقت لتطوير استجابته المناعية.
الأمر عينه ينسحب على لقاح سابق، حيث تنصح الوكالة بأخذ الأطفال والبالغين الجرعة المعززة المحدثة بعد شهرين على تلقيهم آخر جرعة في الحد الأدنى.
ويعتقد العديد من الخبراء، وأنا منهم، بأنّ هناك فائدة من الانتظار لفترة أطول، بين 4 و6 أشهر ربما، بعد الإصابة أو التطعيم الأخير. لأن هذه الفترة الزمنية الأطول قد تسمح للجسم بتطوير مناعة محسنة قبل جرعة أخرى، كما اقترحت بعض الدراسات.
CNN: هل من تداعيات سلبية عند منح الأطفال جرعة معززة؟
وين: هذا سؤال مهم يجب طرحه. الطريقة التي أجيب بها هدفها توضيحي، أن كلّ تدخّل، ضمنًا اللقاحات، له جوانب إيجابية وسلبيات محتملة. على الأهل والعائلات وزن الجوانب الإيجابية والسلبية بشكل مختلف. ثمة دليل واضح يفيد بأن المكاسب من تلقي اللقاحات الأولية تفوق بكثير أي مخاطر محتملة. لكن هذا الدليل أقل وضوحًا بالنسبة للمعززات.
في حال كان الطفل يعاني من حالات طبية كامنة خطيرة، تشكل الجرعة المعززة مصدر حماية كبير له للوقاية من التداعيات السلبية بسبب "كوفيد-19". بالنسبة للأطفال الآخرين، لا سيّما من هم دون سن 12 عامًا، ربما لا تزال اللقاحات الأولية وقائية للغاية، ولم يتضح بعد الفائدة الإضافية للمعزز في تقليل مخاطر الاستشفاء.
هناك بعض الآثار الجانبية الشائعة للقاحات "كوفيد-19"، معظمها حميدًا وذاتيّ الشفاء، وعادة ما تزول عوارض مثل آلام الجسم، والتعب، والحرارة، والوجع في موضع اللقاح المعزز خلال يومين. (هناك حالات نادرة جدًا من التهاب عضلة القلب، يلاحظ غالبًا عند المراهقين من الذكور. وهذه أيضًا تميل إلى الشفاء من تلقاء نفسها ولا تسبب آثارًا طويلة المدى. عمومًا، لا ينبغي أن تكون هذه إحدى اعتبارات الوالدين الرئيسة.
CNN: ماذا عن الأطفال الذين بلغوا 5 سنوات، هل يجب عليهم الحصول على جرعة معززة جديدة؟
وين: بلغ ابني الخامسة من عمره أخيرًا، وتلقى سلسلته الأولية عندما كان في الرابعة من عمره. وكانت آخر جرعة له في يوليو/ حزيران. أنا لا أخطط لمنحه التعزيز حتى الآن. سأنتظر ستة أشهر في الحد الأدنى للأسباب المذكورة أعلاه.
CNN: هل يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية اختيار إعطاء أطفالهم جرعة من الدواء المعزز الأصلي؟
وين: لا، لقد سحبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصها للقاح أحادي التكافؤ الأصلي واستبدلته بمعزز ثنائي التكافؤ المحدّث. هذا يعني أنه يمكنك فقط الحصول على المعزز المحدّث. هذا الأمر ينطبق على الأطفال وكذلك البالغين.
CNN: إذا لم يتم تطعيم الطفل بعد، فهل هو مؤهل للحصول على جرعة معززة محدّثة؟
وين: لا. الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم بعد يمكنهم فقط تلقي اللقاح الأصلي لسلسلتهم الأولية. يجب على الأهل الذين يرغبون بإعطاء أطفالهم اللقاح ثنائي التكافؤ المحدث إكمال السلسلة الأولية من "فايزر" أو "مودرنا" ثم الحصول على المعزز المحدث.