دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- صرّح مسؤولو الصحة العامة بأمريكا أنّهم اكتشفوا حالتين من مرض السيلان، يبدو أنهما من سلالة لا تتجاوب مع العلاج بجميع أنواع المضادات الحيوية المتاحة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على سلالات من السيلان مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة.
وأدى النشاط الجنسي المتزايد أثناء الجائحة، إلى جانب انخفاض عدد الأشخاص الذين يخضعون للفحص الصحي الروتيني، إلى زيادة انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا في جميع أنحاء العالم.
وأصبحت تلك الأمراض، بما في ذلك مرض السيلان، مقاومة بشكل متزايد للمضادات الحيوية المتاحة لعلاجها، وهي مشكلة أصبحت تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة.
وعلى الصعيد العالمي، تقتل العدوى المقاومة للمضادات الحيوية نحو 700 ألف شخص كل عام. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10 ملايين حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050، إذا لم يتم اتخاذ خطوات لوقف انتشار الكائنات المقاومة.
ويقول الدكتور جيفري كلاوسنر، الأستاذ السريري للصحة العامة بكلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "تمثل القلق في أن هذه السلالة المعينة كانت تنتشر في جميع أنحاء العالم، لذلك كان الأمر مجرد مسألة وقت فقط قبل أن تضرب الولايات المتحدة".
وأضاف كلاوسنر: "إنه تذكير بأن مرض السيلان أصبح مقاومًا بشكل متزايد، ويصعب علاجه. ليس لدينا أي مضادات حيوية جديدة. ولم نحصل على مضادات حيوية جديدة لعلاج مرض السيلان منذ سنوات، ونحتاج حقًا إلى استراتيجية علاج مختلفة".
وينتقل مرض السيلان من طريق الاتصال الجنسي، وهو أحد أكثر أنواع العدوى شيوعًا في الولايات المتحدة. وتسببه بكتيريا النيسيرية البنية، التي يمكن أن تصيب الأغشية المخاطية للأعضاء التناسلية، والمستقيم، والحلق، والعينين.
ويمكن أن يصاب الناس من دون أن تظهر عليهم أعراض. وإذا تُركت العدوى من دون علاج، يمكن أن تسبب آلام الحوض والعقم عند النساء، والعمى عند الأطفال حديثي الولادة.
وبالإضافة إلى انخفاض الحساسية للمضاد الحيوي "سيفترياكسون"، فإن سلالات السيلان التي اكتشفت بولاية ماساتشوستس أظهرت أيضًا مقاومة منخفضة لكل من "السيفيكسيم" و"أزيثروميسين".
وكانت السلالات مقاومة للمضادات الحيوية "السيبروفلوكساسين" و"البنسلين" و"التتراسيكلين"، وفقًا لتحذير سريري أرسلته إدارة الصحة العامة في ولاية ماساتشوستس إلى الأطباء.
وأوضحت إدارة الصحة العامة في ولاية ماساتشوستس أنّها لم تعثر بعد على أي صلة بين الحالتين.
وفي عام 2021، أوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء جرعة مضاعفة من المضاد الحيوي "سيفترياكسون" في محاولة للتغلب على مقاومة البكتيريا لهذا المضاد الحيوي، ويبدو أن هذا نجح في هذه الحالات،
ويعد هذا المضاد الحيوي بمثابة خط الدفاع الأخير ضد هذه العدوى، ويقول الخبراء إن هناك حاجة إلى نهج جديد.
ويأمل كلاوسنر يأن تمنح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مواقتها لإجراء اختبار من شأنه أن يصمم علاجًا بالمضادات الحيوية وفقًا للقابلية الجينية لسلالة معينة من مرض السيلان التي تصيب الشخص.
وهذا ما يسمى العلاج الموجّه للمقاومة، ويقول كلاوسنر إنّه فعال بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، والسل، وبعض حالات العدوى الأخرى مثل عدوى المستشفيات، إلا أنّه لم يخضع للتجربة مطلقًا لعلاج مرض السيلان.
وشوهدت هذه السلالة من السيلان سابقًا في دول آسيا، والمحيط الهادئ، والمملكة المتحدة، ولكن ليس في الولايات المتحدة.
كما شوهدت علامة وراثية مشتركة للحالتين بماساتشوستس في حالة بولاية نيفادا، رغم أنّ تلك السلالة احتفظت بحساسيتها تجاه فئة واحدة على الأقل من المضادات الحيوية.
وغالبًا ما تشمل الأعراض الأولى لعدوى السيلان التبول المؤلم، وآلام البطن أو الحوض، وزيادة الإفرازات المهبلية، والنزيف المهبلي بين فترات الدورة الشهرية، إلا أن معظم الحالات لا تسبب أي أعراض، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض، ما يجعل الفحوص الروتينية مهمة لاكتشاف العدوى.