دول عربية في قائمة الأكثر تلوثا في العالم.. و13 دولة ومنطقة فقط هواءها "صحي"

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

(CNN)-- أفاد تقرير جديد أن 13 دولة ومنطقة فقط في العالم كانت تتمتع بجودة هواء "صحية" العام الماضي، حيث ارتفع تلوث الهواء إلى مستويات تنذر بالخطر في عام 2022.

وجد التقرير الصادر عن IQAir، وهي شركة تراقب جودة الهواء في جميع أنحاء العالم، أن متوسط تلوث الهواء السنوي في ما يقرب من 90٪ من البلدان والأقاليم التي تم تحليلها تجاوز إرشادات جودة الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، التي تم تصميمها لمساعدة الحكومات على صياغة لوائح لحماية الصحة العامة.

حلّلت IQAir متوسط جودة الهواء من 131 دولة وإقليم، ووجدت أن ست دول فقط - أستراليا وإستونيا وفنلندا وغرينادا وأيسلندا ونيوزيلندا - وسبعة أقاليم في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك غوام وبورتوريكو، كانت أجوائها مطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية، التي تحدد متوسط مستوى تلوث الهواء بـ 5 ميكروغرام لكل متر مكعب أو أقل.

ثمان دول - تشاد والعراق وباكستان والبحرين وبنغلاديش وبوركينا فاسو والكويت والهند - لديها نوعية هواء رديئة تجاوزت بكثير إرشادات منظمة الصحة العالمية مع متوسط تلوث هواء يزيد عن 50 ميكروغرامًا لكل متر مكعب. وفي المرتبة التاسعة جاءت مصر (46.5 ميكروغرامًا لكل متر مكعب)، تليها طاجكستان (46 ميكروغرامًا لكل متر مكعب).

نظرت الدراسة على وجه التحديد في الجسيمات الدقيقة، أو PM2.5، وهي أصغر ملوثات ولكنها أيضًا الأكثر خطورة. عند استنشاقه، ينتقل PM2.5 إلى عمق أنسجة الرئة حيث يمكنه دخول مجرى الدم. يأتي من مصادر مثل احتراق الوقود الأحفوري والعواصف الترابية وحرائق الغابات، وقد تم ربطه بعدد من المشاكل الصحية بما في ذلك الربو وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

شددت منظمة الصحة العالمية إرشاداتها السنوية بشأن تلوث الهواء في سبتمبر/ أيلول 2021، وخفضت الكمية المقبولة من الجسيمات الدقيقة من 10 إلى 5 ميكروجرام لكل متر مكعب.

يموت الملايين من الناس كل عام بسبب مشاكل صحية متعلقة بتلوث الهواء. في عام 2016، ارتبطت حوالي 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة بالجسيمات الدقيقة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. إذا تم تطبيق أحدث المبادئ الإرشادية في ذلك الوقت، فإنه كان من الممكن أن يكون هناك ما يقرب من 3.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالتلوث، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

يواصل التقرير أيضًا تسليط الضوء على عدم المساواة المقلق: نقص محطات المراقبة في البلدان النامية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، مما يؤدي إلى ندرة بيانات جودة الهواء في تلك المناطق.

على الرغم من أن إفريقيا شهدت تحسنًا في عدد البلدان المدرجة في تقرير هذا العام مقارنة بعام 2021، إلا أن القارة لا تزال إلى حد كبير هي الأقل تمثيلًا. وفقًا لـ IQAir، فإن 19 دولة أفريقية فقط من أصل 54 لديها بيانات كافية متاحة من محطات المراقبة الخاصة بها.

وقال غلوري دولفين هامز، الرئيس التنفيذي لشركة IQAir في أمريكا الشمالية، إنه في كل مرة تضيف دولة جديدة كانت تفتقر إلى بيانات جودة الهواء - كما فعلت مع تشاد في عام 2021 - تنتهي حتما هذه البلدان في القائمة الأكثر تلوثًا.

وأضاف هامز لشبكة CNN: "إذا نظرت إلى ما يسمى بالأقمار الصناعية أو البيانات النموذجية، فمن المفترض أن تكون إفريقيا على الأرجح أكثر القارات تلوثًا على هذا الكوكب، لكن ليس لدينا بيانات كافية. ما يعنيه ذلك هو أن هناك الكثير من البيانات التي نحتاجها حتى نتمكن حقًا من تحديد أكثر البلدان والمدن تلوثًا في العالم".

لكنها قالت إن أحد أكبر العوائق في الوقت الحالي هو "الطريقة التي تراقب بها الحكومات جودة الهواء حاليًا". وقال هامز إن معظم الحكومات تميل إلى الاستثمار في الأدوات التي تفشل في قياس الجسيمات الدقيقة في الهواء بدقة.

في الولايات المتحدة، وجد التقرير أن تلوث الهواء تحسن بشكل ملحوظ العام الماضي مقارنة بعام 2021 بسبب موسم حرائق الغابات المعتدل نسبيًا.

واستمرت الصين، التي كانت لعقود من الزمان بالقرب من قمة قائمة أسوأ تلوث للهواء، في إظهار تحسن في جودة الهواء في عام 2022. وشهد ما يقرب من 64٪ من 524 مدينة تم تحليلها في البر الرئيسي للصين انخفاضًا في PM2.5 سنويًا.

ومع ذلك، تشير IQAir إلى أن استخدام الفحم في البلاد لا يزال يمثل مصدر قلق كبير للمناخ والبيئة، وعلى الرغم من التحسن، لم تلتزم أي من المدن الصينية فعليًا بالإرشادات السنوية لمنظمة الصحة العالمية.

وقال هامز إن البلدان تتعلم من بعضها البعض، مشيرًا إلى أن البلدان التي تتمتع بأفضل جودة هواء، على سبيل المثال، هي التي تتخذ إجراءات محددة للانتقال من الصناعات الملوثة إلى أشكال أكثر إخضرارًا للطاقة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأضاف أنه من المهم أيضًا توسيع شبكات مراقبة جودة الهواء، لا سيما في المناطق ذات الأغلبية المحرومة. على سبيل المثال، على الرغم من الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا، يُظهر تقرير IQAir أن أوكرانيا وسعت شبكات المراقبة الجوية، حيث جمعت البيانات من ثلاثة أضعاف عدد المدن تقريبًا في عام 2022 مقارنة بعام 2021.

قال هامز: "ما تعلمناه هو أن ما يتم قياسه يتم إنجازه. نحن بحاجة إلى جمع المزيد من البيانات. نحتاج إلى إبلاغ الناس بهذه المعلومات، ويجب أن تكون مجانية ومتاحة، حتى يتمكنوا من اتخاذ خيارات أكثر استنارة".