دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أشارت دراسة جديدة إلى أنّ الاستعداد الوراثي تجاه بعض أشكال ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يرتبط بزيادة محتملة في خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وما زال السبب الدقيق للإصابة بالزهايمر غير واضح، رغم وجود أدوية تساعد على تباطؤ تقدم المرض، إلا أنه لا يزال بلا علاج نهائي.
ويسابق العلماء الزمن لفهم الزهايمر بشكل أفضل، كي يتمكنوا من اكتشاف طرق للوقاية منه أو علاجه.
ويعاني أكثر من 6 ملايين أمريكي حاليًا من هذا المرض، وتتوقّع جمعية الزهايمر أن يرتفع العدد لأكثر من ضعفين بحلول عام 2050، ما سيكلف البلاد تريليون دولار.
وتتأثر النساء والأشخاص ذوو البشرة الداكنة، والهسبانيون، بالمرض بشكل كبير.
في هذه الدراسة، المنشورة في مجلة JAMA Network Open الأربعاء، حاول الباحثون فهم العوامل القابلة للتعديل التي قد تحد من إصابة شخص ما بمرض الزهايمر، كما أملوا المساعدة في توجيه عملية تطوير علاج له.
وقاموا بتحليل البيانات من البنك الحيوي الأوروبي لمرض الزهايمر والخرف، التي تضم مجموعة سجلات الحمض النووي للأشخاص الذين يعانون ولا يعانون من مرض الزهايمر في 11 دولة في أوروبا.
وفقًا للبنك الحيوي الأوروبي لمرض الزهايمر والخرف، تشكل العوامل الوراثية ما يصل إلى 70% من المخاطر المرتبطة بأشكال الزهايمر الشائعة.
وشملت الدراسة الجديدة 39,106 أشخاص شُخّصت إصابتهم بالزهايمر سريريًا و401,577 شخص غير مصابين بالمرض.
وعندما قارن الباحثون بين العوامل الوراثية لجميع المشاركين، وجدوا أن الأشخاص الذين يحملون جينات معيّنة تسبب زيادة مستويات نوع من الكوليسترول يعرف بـ"البروتين الدهني عالي الكثافة" أو "الكوليسترول المفيد"، لديهم فرصة أعلى قليلاً للإصابة بمرض الزهايمر.
ووجدوا زيادة مشابهة في المخاطر بالنسبة للأشخاص الذين يحملون جينات مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.
وزادت مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 10% تقريبًا لكل زيادة في الانحراف المعياري لكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة. ولكلّ زيادة قدرها 10 ملليمترات زئبقية في ضغط الدم الانقباضي، تزداد مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر 1.22 مرة.
ولم تجد الدراسة أي أدلة على أنّ عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم، واستهلاك الكحول، والتدخين، أو مرض السكري يزيد من احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر.
وكانت دراسات أخرى تمحورت حول عوامل نمط الحياة المتعلقة بالسمنة، واستهلاك الكحول، والتدخين، ومرض السكري - وليس المخاطر الوراثية لهذه العوامل- أظهرت وجود ارتباط بينها وبين زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وأشار الباحثون إلى أهمية ملاحظة أنه رغم أنّ هذه الدراسة تعد كبيرة، إلا أنه لا يمكن تعميمها على بقية العالم، إذ أن معظم المشاركين كانوا من أصول أوروبية، وقد يكون لدى الآخرين عوامل وراثية مختلفة مرتبطة بمرض الزهايمر.
كما لا تُظهر الدراسة أيضًا أنّ العوامل الوراثية تحدّد مسبقًا إصابة الأشخاص بمرض الزهايمر.
وأكدوا أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث.
واعتبرت الدكتورة ريبيكا إيدلماير، مديرة المشاركة العلمية في جمعية الزهايمر، مثل هذه الدراسات لبنة بناء جيدة لفهم كيفية نمو المرض.
وأوضحت أن الباحثين يدركون أن التدهور المعرفي أو الخرف ربما سببه التاريخ العائلي والجينات، إضافة إلى عوامل الخطر التي يمكن تعديلها، مثل النظام الغذائي، وصحة القلب، والتمارين الرياضية.
وقالت إيدلماير، غير المشاركة في الدراسة: "كما هو مذكور في الورقة البحثية، نعتقد أنه من المحتمل منع أو تأخير نسبة كبيرة من حالات الخرف العالمية من خلال استهداف عوامل الخطر القابلة للتعديل، وأيضًا فهم كيفية استخلاص ما قد يكون وراثيًا، وما قد يكون مرتبطًا بالمخاطر القابلة للتعديل".
سيكون مفيدًا إن شارك مزيد من الأشخاص للتجارب السريرية حتى يتمكّن العلماء من فهم أسباب مرض الزهايمر بشكل أفضل.
وتعتقد إيدلماير أنه في المستقبل، سيتطلب علاج مرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى المحتملة مقاربة متعددة الجوانب لمعالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل بالإضافة إلى استخدام علاجات قوية.
ولفتت إلى أنّ أحد الجوانب المؤثرة جدًا التي يجب استهدافها هي صحة القلب.
وقالت إيدلماير: "تشير الأدلة الحالية على مستوى السكان، إلى أنه يمكن تقليل خطر التدهور المعرفي وربما الخرف بشكل خاص، من خلال التركيز على عوامل خطر الأمراض القلبية الوعائية".
وسيكون من المفيد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين، والعناية بصحة القلب، ومراقبة مرض السكري.
وأضافت: "ما هو جيد لقلبك سيكون حتمًا مفيدًا لعقلك".