دراسة تكشف العلاقة بين المتلازمة السابقة للحيض وانقطاع الطمث المبكر عند النساء

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد لا تكون التشنجات، والصداع، والاكتئاب هي التأثيرات الوحيدة على النساء اللاتي يعانين من المتلازمة السابقة للحيض، فقد تكون هناك مضاعفات لانقطاع الطمث في وقت لاحق، وفقًا لدراسة جديدة.

وبحسب الدراسة، فإن النساء اللاتي يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض، مثل المتلازمة السابقة للحيض، والاضطراب المزعج السابق للحيض الأكثر شدة، لديهن أكثر من ضعف خطر انقطاع الطمث المبكر.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، ييهوي يانغ، وهي طالبة مرحلة الدكتوراه في معهد كارولينسكا في السويد: "لقد وجدنا أنه بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض، فإن النساء اللاتي يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض معرضات لخطر الإصابة بانقطاع الطمث المبكر بمعدل 2.67 مرة".

وأوضحت يانغ أن انقطاع الطمث يعتبر مبكرا عندما يحدث قبل بلوغ المرأة سن 45 عاما، وهو ما سيحدث لدى نسبة 5 إلى 10% من النساء.

وأضافت أن انقطاع الطمث المبكر يثير القلق بسبب تقليصه سنوات الإنجاب، وبسبب ارتباطه بمخاوف صحية أخرى.

من جانبها، قالت الدكتورة ستيفاني فوبيون، وهي مديرة مركز "مايو كلينك" لصحة المرأة والمديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث: "من المهم تحديد النساء المعرضات لخطر انقطاع الطمث المبكر بسبب ارتباطه بضعف صحة القلب، والدماغ، والعظام".

ووجدت دراسة أُجريت عام 2010، أن النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر يتعرضن لخطر متزايد للوفيات الإجمالية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وهشاشة العظام، والأمراض العصبية.

وكانت النساء المُصابات بالاضطرابات السابقة للحيض أكثر عرضة للإصابة بالهبّات الساخنة والتعرّق الليلي، وفقًا للدراسة.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين الهبّات الساخنة والتدهور المعرفي اللاحق والنوبات القلبية.

ما علاقة المتلازمة السابقة للحيض بانقطاع الطمث المبكر؟

تضمنت الدراسة، التي نُشرت، الثلاثاء، في الدورية العلمية JAMA Network Open، بيانات من أكثر من 3 آلاف امرأة، من بينهن 1220 يعانين من الاضطرابات السباقة الحيض، اللاتي شاركن في دراسة صحة الممرضات، التي تبحث في عوامل الخطر للأمراض المزمنة لدى النساء.

وقالت الدراسة إنه ابتداء من عام 1991، أبلغت النساء بأنفسهن عن تشخيصهن بالاضطراب السابق للحيض وأجبن على استبيان لتأكيد الأعراض.

وتابع الباحثون حالة المشاركات كل عامين حتى عام 2017 لتقييم متى مررن بانقطاع الطمث، وفي ثلاثة من تلك الاستبيانات، سُؤلن عن مدة شدة الأعراض لديهن.

ونظرًا لكونها دراسة رصدية، لا يمكن الجزم بوجود اضطرابات سابقة للحيض تسبب انقطاع الطمث المبكر. وبدلا من ذلك، تظهر النتائج أن هناك علاقة بين الاثنين، حسبما ذكره كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور دونغهاو لو، الأستاذ المشارك في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي لدى معهد كارولينسكا.

ولفتت فوبيون إلى أن الدراسة مصممة بشكل جيد، و"تسلّط الضوء على حالة مهمة تتعلق بالصحة الإنجابية لا يتم التعرف عليها ولا يتم علاجها بشكل كافٍ".

وكخطوة تالية، يحتاج الباحثون إلى اكتشاف سبب ارتباط الحالتين، وما إذا كانت هناك عملية بيولوجية تربط بينهما، حسبما ذكرته فوبيون في رسالة بالبريد الإلكتروني.

وأشارت يانغ إلى أن هناك بعض الأبحاث التي تدعم فكرة وجود علاقة بين  الاضطرابات السابقة للحيض وانقطاع الطمث المبكر، إذ أظهرت الدراسات أن الاثنين لديهما عوامل خطر مشتركة مثل التطور خلال فترة البلوغ وبسبب التدخين، بحسب ما ذكرته يانغ.

ولفتت فوبيون إلى أنه من المحتمل أن منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن الهبّات الساخنة، تختلف عند النساء اللاتي يعانين من اضطرابات مزاجية ناجمة عن الهرمونات.

وقالت: "لا نعرف أيضًا ما إذا كان علاج اضطرابات المزاج هذه سيخفف من الهبات الساخنة أو يؤثر على توقيت انقطاع الطمث".

وأضافت:"لا تزال هناك الكثير من الأسئلة."

ما يجب القيام به عند التعرض للمتلازمة السابقة للحيض وانقطاع الطمث المبكر

وقالت الدكتورة إليزابيث بيرتون جونسون، وهي مؤلفة الدراسة الرئيسية وأستاذة علم الأوبئة في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، إن مثل هذه الأبحاث يمكن أن تساعد المتخصصين في الرعاية الصحية على تحديد النساء المعرضات لخطر انقطاع الطمث المبكر.

والمتلازمة السابقة للحيض هي حالة تنطوي على تغيرات جسدية ومزاجية شهرية قبل فترة الحيض، وفقا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء.

ويمكن أن تشمل الأعراض القلق، والاكتئاب، والتهيج والأرق، وضعف التركيز، وتغيرات الشهية، والتعب، والأوجاع، والآلام، والصداع، والانتفاخ، وأعراض الجهاز الهضمي وآلام البطن.

وتعاني نسبة صغيرة من النساء من الاضطراب المزعج السابق للحيض، المشابه للمتلازمة السابقة للحيض، ولكنه يتضمن أعراضًا أكثر خطورة مثل نوبات الهلع والغضب الذي قد يؤثر على العلاقات الأخرى وعدم الاهتمام بالأنشطة المنتظمة، وفقًا لمكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

ورغم أنه لا يمكن التخلص من أعراض المتلازمة السابقة للحيض والاضطراب المزعج السابق للحيض، إلا أن الأدوية وتغييرات السلوك يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض، حسبما ذكرته فوبيون.

وقالت إن النساء بحاجة أيضًا إلى معرفة أن هناك طرقًا لإدارة انقطاع الطمث المبكر والهبات الساخنة المزعجة.

وقالت يانغ إنه قد لا يكون هناك الكثير مما يمكن فعله للاتي يعانين من الاضطرابات السابقة للحيض، ولكن من المهم معرفة المخاطر المحتملة في المستقبل.

نشر