دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت تجربتان جديدتان من شركة "باير" للأدوية أن حبّة دواء تجريبية، ليست هرمونية، يمكن تناولها مرة واحدة يوميًا، قد قلّلت بشكل كبير من حدّة الهبّات الساخنة التي تُعاني منها النساء في سنّ اليأس، وحسّنت من جودة نومهن مقارنة بالدواء الوهمي.
يعمل الدواء، المُسمى بـ"إلينزانيتانت"، عن طريق وقف المواد الكيميائية في الدماغ، المسؤولة عن الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي، لدى النساء اللاتي تباطأت مبايضن في إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي على دواء مشابه يسمى "فيزولينيتانت"، ويُباع باسم "فيوزا".
وتُعتبر هذه العقاقير خيارات جديدة للنساء عندما تتكيّف أجسادهن مع الوضع الهرموني الطبيعي الجديد. ويمكن أن يؤدي هذا التحول إلى مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك تقلّبات المزاج، وتغيّرات الرغبة الجنسية، والأرق.
وفي دراستين متّصلتين نُشرتا في مجلة "JAMA"، يوم الخميس، عانت النساء، البالغ عددهن 400 امرأة تقريبًا بكلّ دراسة، من أعراض متوسطة إلى شديدة.
وفي كلّ تجربة، أعطى الباحثون نصف النساء الدواء التجريبي، بينما تناول النصف الآخر دواء وهميًا.
احتفظت النساء بمذكرات يومية لتتبع أعراضهن. وبعد مرور 12 أسبوعًا، تم تحويل النساء اللّاتي تناولن الدواء الوهمي إلى تناول دواء الدراسة، واستمرّين في تناوله لمدة 14 أسبوعًا آخرًا.
وبعد 4 أسابيع، انخفض عدد الهبّات الساخنة لدى النساء، اللاتي تناولن عقار "إلينزانيتانت"، بحوالي 8 هبّات يوميًا، أي حوالي نصف العدد الذي أبلغن عنه قبل بدء الدراسة.
وفي المقابل، أبلغت النساء، اللاتي تناولن الدواء الوهمي، عن حدوث هبّات ساخنة أقل بحوالي 4 هبّات في اليوم، وهو ما يُعادل انخفاض بنحو الثلث.
وكان الفرق ملحوظاً من الناحية الإحصائية، ما يعني أنه من غير المحتمل أن يكون ناتجاً عن طريق الصدفة.
وبعد مرور 12 أسبوعًا، أبلغت النساء، اللّاتي تناولن عقار "إلينزانيتانت"، عن تعرّضهن لهبّات ساخنة أقل بحوالي 10 هبّات يوميًا مقارنة بمتوسط تغيّر قدره حوالي سبع هبات يوميًا في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
كما أفادت النساء اللّاتي تناولن الدواء أن الهبّات الساخنة كانت أقلّ حدّة وأنهن استطعن النوم بشكل أفضل.
في نهاية الدراسة، التي استمرت 26 أسبوعًا، شهدت أكثر من 80% من النساء اللّاتي تناولن عقار "إلينزانيتانت" انخفاضًا بنسبة 50% على الأقل في معدّل الهبّات الساخنة لديهن.
وكانت نتائج الدراستين متشابهة للغاية، ما أعطى الباحثين الثقة في نتائجهما.
ولكن، تمثلت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لدى النساء اللّاتي تناولن الدواء بالصداع والإرهاق.
وفي بيان صحفي صدر مؤخرًا، قالت "باير" إنها قدمت بالفعل بيانات دراستها إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة عليها.
وأوضحت الدكتورة ستيفاني فوبيون، مديرة مركز "مايو كلينيك" لصحة المرأة أن الدواء يبدو واعدًا للغاية، لافتة إلى أن "وجود المزيد من الخيارات المتاحة للنساء هو أمر جيّد".