دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتزايد الأدلة ضد الإبل، لكونها المشتبه بها الوحيدة في المرض الغامض الذي أودى بحياة أكثر من مائة شخص في منطقة الشرق الأوسط.
ومنذ الحالات الأولى الموثقة في ربيع العام 2012، تسبب فيروس كورونا الذي يعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية بإصابة 339 شخصاً بالمرض ووفاة حوالي الثلث من بينهم في المملكة العربية السعودية وحدها، وذلك، وفقاً لوزارة الصحة السعودية.
وتسبب الارتفاع الأخير في الحالات المبلغ عنها، بما في ذلك 26 حالة جديدة في نهاية الأسبوع الماضي، بالشعور بالقلق من بلوغ انتشار المرض مرحلة أكثر خطورة.
وبما أن الاعتراف بالفيروس تم مؤخراً، فإن الاستقصاء عن المرض يبدأ بأسئلة عدة: ما نوع المرض الذي يسببه الفيروس؟ وكيفية انتشاره؟ وما هو مصدره؟
وفيما يرتبط بالسؤال الأخير، فإن دراسة جديدة تترك القليل من الشك فقط أن الجواب الوحيد هو الجمال.
وتمكن باحثون في جامعة كولومبيا، وجامعة الملك سعود وتحالف "إيكو هيلث" ومقره في نيويورك، من عزل فيروس ميرس من جملين.
ووجد التحليل الجيني العديد من سلالات فرعية، في فيروسات الإبل، بما في ذلك واحدة تطابق سلالة فرعية عزلت من إحدى المرضى. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "أم بيو"، التابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهرية.
ويعتبر الاهتمام بالجمال ليس جديدا، إذ في فبراير/شباط الماضي، نشرت المجموعة ذاتها استنتاج مفاده أن حوالي ثلاثة أرباع الإبل في المملكة العربية السعودية، كانت نتيجة فحوصاتها ايجابية، من ناحية تعرضها لفيروس ميرس كورونا.
وأثارت الدراسة الجديدة الكثير من علامات الاستفهام، من بينها: ما هي الحيوانات الأخرى التي قد تحمل الفيروس؟ هل يمكن أن تكون الخفافيش، كما اقترح البعض؟
وقال مدير العدوى والمناعة في كلية كولومبيا مايلمان للصحة العامة الدكتور إيان ليبكين: "قد يكون هناك حيوان آخر، ولكننا لا نعرف،" مضيفا: "نحن بحاجة إلى المزيد من المراقبة."
ولكن، هل يسبب الفيروس مرض الإبل؟ وأوضح مؤلف الدراسة ورئيس "تحالف إيكوهيلث" بيتر داسزاك أن الباحثين لا يعرفون الإجابة.
وربما يكون السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تغير شيء ما في الآونة الأخيرة لجعل فيروس ميرس كورونا أكثر خطورة؟
وأشار الخبير البارز في الفيروسات الإكليلية وأستاذ طب الأطفال في جامعة فاندربيلت الدكتور مارك دنيسون، إلى أن "ليس هناك أدلة كافية لاستخلاص نتيجة قاطعة،" مضيفاً: "يبقى أن نرى ما إذا كان البشر سيصابون بأكثر من سلالة فرعية مقارنة بتلك الموجودة في الجمال. وهناك الكثير من العمل الذي يجب أن يتم لاثبات ذلك."
أما ما يثير اهتمام الباحثين فيتمثل بتحديد كيفية انتقال الفيروس.
وفي هذا السياق، أوضح داسزاك: "نحن بحاجة لمعرفة من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، مضيفاً: "لا نعرف إذا شارك هؤلاء في سباق الإبل، وتربيتها، وذبحها، ما يعتبر بالغ الأهمية حقا في الوقت الراهن."
من جهته، قال ليبكين إن "الفيروس ينتشر بطرق مختلفة،" معبراً عن رغبته برؤية المزيد من الخطوات المتخذة لمنع احتمال إصابة الأشخاص من خلال تناول لحم الإبل أو شرب حليبها، غير المبستر، وكلاهما شائع في المملكة العربية السعودية.
وأوضح ليبكين أن "السعوديين سيواجهون الشعور بالقلق، خلال فصل الخريف، بعدما يتجه الملايين من الأشخاص إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج. وكجزء من الطقوس، يتم التضحية بالحيوانات، وشحن لحومها في جميع أنحاء العالم للمساعدة في إطعام الجياع،" مضيفاً: "سيبدأ الذبح خلال فترة ثلاثة إلى أربعة أشهر ويجب أن يكون لدينا تدابير لضمان عدم إصابة الحيوانات." وقدم مثالاً على سبل الوقاية ومن بينها مثلاً: أن يقرر المسؤولين السعوديين حظر ذبح الإبل الصغيرة لتناول لحمها، بما أن الحيوانات الأصغر سنا هي الأكثر عرضة لفيروس ميرس."
وفي هذا الإطار، أوضح المشرف على فريق تتبع فيروس ميرس في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقائة منها، الدكتور ديفيد سويردلو، أن الحكومة السعودية اتخدذت خطوات عدة للحد من انتشار الفيروس خلال موسم الحج العام الماضي، بما في ذلك تحذيرات لثني الأشخاص الكبار بالسن والنساء الحوامل أو أولئك الذين لديهم مناعة ضعيفة من أداء فريضة الحج.
وأكد سويردلو إن "السلطات الصحية لم تقرر بعد ما الخطوات التي يجب اتخاذها هذا العام ، ولكن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب ."