زراعة الوجه.. الصناعة التي تعيد الملامح والحياة

علوم وصحة
نشر
3 دقائق قراءة
أبرز عمليات زراعة الوجه حتى الآن
getty images
5/5أبرز عمليات زراعة الوجه حتى الآن

ريتشارد نوريس الذي تعرض لطلق ناري على وجهه عام 1993. ويظهر في الصورة التي اختارتها عدة مجلات غلافا لها

(CNN)-- يقول الرئيس التنفيذي في "بنك نيو إنغلاند للأعضاء" الطبيب ريتشارد لوسكن بأن " تشوهات الوجه تعيق قدرة المرضى من أداء بعض أهم الوظائف الحيوية، مثل تناول الطعام أو التنفس." ويشير د. لوسكن، إلى مرضى من أنحاء العالم مسجلين على قوائم الانتظار، على أمل وجود متبرعين من أجل إجراء عمليه زراعة وجه جديد.

ولقد وافقت منظمات غير ربحية  في الولايات المتحدة الأمريكية، على معايير ولوائح منظمة لعمليات التبرع بالأعضاء وزرعها تهدف إلى تسهيل العثور على متبرعين.

ومنذ بداية شهر أبريل/ نيسان لهذا العام، تم إجراء 28 عملية زرع وجه في جميع أنحاء العالم لأشخاص تعرضوا لحوادث خطيرة خلّفت تشوهات شديدة في الوجه. ويقول د. لوسكن إنّ " أي مصاب بتشوهات في الوجه يعتبر نفسه مجرد شخص على قيد الحياة، ولكن لا يعرف طعم الحياة--رتشارد لوسكن-طبيب ."

ويذكر بأن أول عملية زرع وجه قد تمت في فرنسا في العام 2005 لإيزابيل دينوار، والتي تعرضت لهجوم من قبل كلبها الذي قام بنهش وجهها بشراسة. ومنذ ذلك الحين شهد ميدان زراعة أعضاء الوجه تطوراً في ستة بلدان أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم تطور إجراءات السلامة، فضلاً عن تعاون المستشفيات والسياسات الجديدة في زراعة الوجه، إلا أن الأمر يعتمد على موافقة أهل المتبرع. ويوضح متحدث باسم الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء: "إن عمليات زراعة الوجه تتطلب معايير محددة جدا، مثل المكونات العرقية، وينبغي أن تكون موافقة المتبرع فردية وغير مشكوك فيها."

وتمنح الشبكة المتحدة لزراعة الأعضاء توجيهات محددة لذوي المتبرع من أجل اتخاذ القرار، فضلا عن المدة الزمنية للموافقة التي تمتد إلى فترة 15 شهراً. ويقول د. إدوارد رودريغنز،أستاذ جراحة التجميل في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك "هذه الفترة الزمنية تسمح بتزايد عدد المتبرعين لكثير من المرضى، المدرجة أسمائهم على قائمة الانتظار من عدة منظمات على المستوين الإقليمي والوطني. فالعنصر الرئيسي لإجراء عملية ناجحة يعتمد على اختيار المتبرع المناسب، واحتمال وجود تطابق كامل يمكن أن يكون أمراً في غاية الصعوبة."

وتجدر الإشارة، إلى أن هذا النوع من العمليات الجراحية ينطوي على بعض المخاطر والآثار الجانبية، فضلاً عن الجانب الاخلاقي. وكأي عملية زرع أعضاء، فإن الجهاز المناعي للمتلقي قد يرفض العضو الجديد، ويتوجب عليه تناول أدوية خاصة بالتعامل مع جهاز المناعة مدى الحياة، ما قد يؤدي إلى خطر الإصابة بالعدوى والسرطان. ويعتبر هذا الأمر مثيراً للجدل، حول ما إذا كانت هذه المخاطر مبررة وأخلاقية في ظل رغبة المتلقي في تغيير نمط حياته.

وقام جراح بولندي بتطوير خلايا وهمية يتم جمعها من المتلقي والمتبرع أثناء عملية الزرع. ويفسر جراح ذلك بالقول "يتم دمج الخلايا من نخاع العظم من المانح والمتلقي حتى يتم التعرف عليها من قبل الجهاز المناعي للمتلقي، الأمر الذي سيقلل من تناول الأدوية المضادة."