خطوط جوية توفر فرص عمل للشباب من خلال إعادة تصنيع فائضها من الجلود

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
خطوط جوية توفر فرص عمل للشباب من خلال إعادة تصنيع فائضها من الجلود
Credit: From Southwest Airlines

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- من المعروف بأن صناعة الطيران ليست صديقة للبيئة، فمن جهة، فهي تتسبب بانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، ومن جهة أخرى فإن شركات الطيران تنتج كميات هائلة من النفايات. وتتخذ بعض الخطوط الجوية توجهاً حديثاً نحو التنمية المستدامة، وحماية البيئة من خلال إعادة استخدام الفائض لديها.

وقررت شركة طيران "ساوث ويست" باتخاذ خطوات إيجابية بعد أن أعادت تصميم طائراتها من طراز 737، حيث وجدت بان لديها فائض من أغطية المقاعد المصنوعة من الجلد والتي يقدر عددها بـ 80 ألف غطاء.

ويقول مدير الثقافة والاتصالات لدى الشركة، ماري لي ماك إينيس بأن "هل يمكن استخدام الفائض من الجلد إلى أبعد من إعادة التدوير، وإمكانية إعادة توظيفه في أغراض أخرى."

وأطلقت شركة ساوث ويست على مبادرة تحت عنوان "لوف سيت:إعادة توظيف لأغراض أخرى"، وتمكنت الشركة من التواصل مع عدد قليل من الشركاء المهتمين باعادة استخدام الجلود. ويقول ماك إينيس بأن "الفكرة عظيمة  ولكنها بحاجة إلى داعم حقيقي."

وقررت الشركة اتباع نهج اكثر شمولية، إذ أخذت بنصيحة نائب الرئيس ، بيل تيفاني من كينيا، وتوجهت بالأنظار إلى المنظمات غير الحكومية في أفريقيا من أجل إيجاد شريك مستفيد من الجلود المستخدمة، بدلا من مجرّد التبرع بها، وبالفعل تم منحها إلى المنظمات التي توفر التدريب المهني والتثقيف الصحي.

وتم اختيار قرى الأطفال "إس أو إس" في كينيا كشريك رئيسي، والتي توفر التدريب المهني للشباب الأيتام الذي يصنعون الأحذية وكرات القدم من الجلد. ثم تقوم شركة "ماساي تريدز" للأحذية بمهمة التوزيع في إطار حملة لمكافحة الطفيليات المنهكة للقدم، ويتم التبرع بالكرات إلى جمعية "ألايف آند كيكنغ" الخيرية والتي توظف الرياضة كوسيلة لتثقيف الشباب حول فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والوقاية من الملاريا.

ويقول ماك إينيس أن فكرة منح الجلود للمنظمات التدريبية هي الأفضل لأن الشركة تساهم في منح الشباب مهارات تؤهلهم للمضي قدماً في حياتهم العملية.

ويذكر بأنه تم اتخاذ التدابير البيئية في إعادة تصميم مقاعد الطائرات، إذ استخدمت الشركة جلد من نوع "إي-ليذر" وهي مادة تم صنعها من بقايا مخلفات الجلود، وتتسم بأنها أخف وزناً، ما أدى إلى تقليل 600 رطل من وزن الطائرة، فضلاً عن توفير الوقود.

ويقول سكوت هاملين، مؤسس شركة "لووبتوركس" لإعادة الاستعمال، والشريك الوحيد لشركة خطوط ساوث ويست بأن الشركات تهتم بالحافز المادي. موضحاً قوله بأنها "لا تحبذ إستخدام المواد المستعملة وذلك لعدم وجود ضرورة مالية، فضلا ً عن أن تخلص الشركات من الفائض في مكب النفايات يعتبر أرخص وأسهل."

ويشير هاملين إلى أهمية الحافز البيئي في إعادة استخدام الجلود المستعملة، إذ يقل استخدام آلاف الغالونات من المياه، وتنخفض نسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 82 في المائة من استخدام الجلود الأولية. وعلى سبيل المثال، فإن بريطانيا قريباً ستمنح مزايا ضريبية للشركات التي تساهم في الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.

وعلى الرغم من أن مبادرة "لوف-سيت" تعتبر الأضخم على مستوى شركات الطيران، إلا أنها ليست الأولى من نوعها. وقامت خطوط "ك.ل.م" الهولندية بإعادة تصميم زي طاقم الطيران واستخدمت الفائض من النسيج في صناعة سجاد مقصورة درجة الأعمال في أسطولها من طراز 747-400 في العام 2011. وفي العام الفائت قامت شركة "أير فرانس"  باعادة تدوير الأزياء القديمة واستخدامها كعازل في السيارات.