أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يعيد انتشار فيروس "إيبولا" الفتاك، إحياء مخاوف من أمراض قاتلة كالتي شهدها العالم في أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث فتك وباء "الأنفلونزا الإسبانية" بما يقدر بـ100 مليون شخص، أي حوالي خُمس البشرية، عام 1918.
وتجاوز عدد ضحايا المرض، سريع الانتشار، قتلى الحرب العالمية، ومن قضوا جراء "الموت الأسود" (في إشارة إلى مرض الطاعون) في القرن الـ14، ولم يتضح حتى اللحظة الحصيلة الحقيقية للمرض، الذي أودى بحياة نصف الجنود الأمريكيين حينها.
ويشار إلى أنه لا علاقة بإسبانيا، من قريب أو بعيد بالمرض، لكنه التصق بها بعدما تناولته الصحافة الإسبانية بكثير من التفاصيل عقب مرض ملك البلاد، ونظرا لما تمتعت به الإعلام الإسباني من حرية دون رقابة جراء عدم مشاركتها في الحرب، على نقيض دول أوروبية أخرى مشاركة، منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي خضعت حينها لرقابة صارمة حفاظا على الروح المعنوية العامة خلال تلك الفترة الصعبة.
ودفعت إسبانيا ثمن السلام الذي تمتعت به حينذاك، ليقترن بها للأبد، اسم أكثر الأوبئة فتكا على الإطلاق.
وتعرف الأنفلونزا بأنها مرض موسمي، وتتراوح أعراض بين الحمى والقشعريرة وآلام المفاصل والصداع والسعال وسيلان الأنف، قد يؤدي أحيانا إلى الموت، لذا يوصي الأطباء بتلقي لقاحات المرض سنويا.
أما "الأنفلونزا الإسبانية" فهي مختلفة ومشابهة لـ"الحمى النزفية" بخطورتها على فئة الشباب، تحديدا من هم في العقد الثاني والثالث، حيث قضت على أعداد كبيرة منهم نظرا لفقدان الدم القدرة على التخثر ووقف النزف، من بعض الاعراض التي بدت على الضحايا السعال دما، أو النزف عبر الأنف أو العيون، بجانب ازرقاق أقدام بعض الضحايا لإصابتهم بنزيف داخلي.. كما قضى بعضهم "غرقا" كما جرى توصيفها في ذلك الوقت، نظرا لامتلاء الرئتين بالسوائل.
وهي جميعها سمات مشابهة لـ"الإيبولا" أو "الحمي النزفية" في وقتنا الراهن، دفعت بالجهات الصحية المختصة اتخاذ تدابير وقائية مشابهة منها فرض الحجر الصحي وارتداء القناعات الواقية "ماسكات" وإغلاق المدارس والمسارح وحمامات السباحة العامة، وتغيير ساعات العمل لتفادي الازدحام أثناء ساعات الذروة الصباحية والمسائية.