بيونغ يانغ، كوريا الشمالية (CNN)-- في ديسمبر/كانون أول، عام 2012، احتفل برنامج كوريا الشمالية الفضائي أخيراً بإنجاز منذ انقطاع طويل، إذ أعلن وصول القمر الصناعي "كوانغ مايأونغ سونغ 3-2" إلى مساره للدوران حول الأرض، بعد فشل تسبب بالإحراج للمسؤولين عن البرنامج الفضائي للبلاد إثر انفجار صاروخ بأبريل/نيسان في العام ذاته.
وادعت الدولة، التي تبقي على معظم أمورها طي الكتمان، سابقاً عن نجاح إطلاقها لقمرين صناعيين عامي 1998 و2009. ورغم عدم التأكد في بداية الأمر من صحة ادعاءات نجاح كوريا الشمالية بإطلاق القمر الصناعي عام 2012، تحدث خبراء دوليون عن رؤيته في مساره، ولم يتضح فيما لو كان يعمل بطريقة صحيحة.
وتأتي الضجة حول البرنامج الفضائي لكوريا الشمالية من استعماله لأغراض عسكرية، خاصة مع إمكانية وضع رؤوس نووية على هذه الأقمار وإتاحة المجال لإطلاقها على أي موقع حول العالم، لكن كوريا الشمالية أكدت مراراً أن برنامجها يستعمل لأغراض سلمية.
وفي مقابلة مع CNN، قال مدير الأبحاث العلمية والتطوير بوكالة فضاء كوريا الشمالية هيون غوانغ إل إن العلماء يحاولون تطوير برنامج سلمي، مضيفاً أن "وسائل الإعلام الغربية تقول إننا نعمل على تزييف البرنامج الذي خصصناه لتحسين تكنولوجيا الصواريخ من أجل إطلاق صواريخ بعيدة المدى".
وعند سؤاله فيما لو كان ذلك هدفا بالفعل، ضحك المدير قائلاً: "هذان مجالان مختلفان، الأول عسكري، يمكن من خلاله إطلاق الصواريخ بالفعل، أما برنامجنا فيمكن أن يعمل على تحسين تكنولوجيا إطلاق الصواريخ في مجال الأبحاث الفضائية"، مضيفاً أن كوريا الشمالية تتعاون مع دول أخرى لبرنامجها الفضائي. وعند سؤاله عن هذه الدول، رد بقوله: "أتمنى لو لم تطرحوا علي هذا السؤال، لا يمكنني أن أذكرها، لأنه في اليوم التالي ستحتل هذه الدول عناوين الأخبار وستعمل أمريكا على أخذ الدولة إلى الأمم المتحدة وفرض عقوبات عليها".
وفيما يخص العقوبات على كوريا الشمالية، توجه غوانغ إل بالحديث إلى الشعب الأمريكي والغربي، داعيا إلى وجوب "الثقة" ببرنامج كوريا الشمالية الفضائي. وأضاف أن جيش بلاده لا يحتاج بالأصل إلى المزيد من الأبحاث حول تكنولوجيا إطلاق الصواريخ بعيدة المدى المخصصة للحروب، وطالب غوانغ إل أمريكا ودول الغرب برفع العقوبات عن كوريا الشمالية قائلاً: "إن لم تثقوا بنا، ارفعوا العقوبات على الأقل، لا توقفونا من التقدم".