اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة أن الصراخ له أثر علينا لأنه يصيب مركزاً معيناً في الدماغ والذي يكمن دوره بتنبيهنا من وجود خطر قريب.
وقال ديفيد بويل، كبير معدي الدراسة وبروفيسور في علمي النفس والأعصاب بجامعة نيويورك: "إذا سألت أحدا في الشارع ما هو الشيء الذي يميز الصراخ، سيقول لك إنها عالية الصوت، ولكن هناك أشياء كثيرة تحدث صوتاً عالياً، لذلك تريد أن يكون الصراخ مفيدا في سياق صريح."
كما وجد الباحثون أن الصراخ يشغل حيزا من الطيف السمعي غير المشغول بالحديث العادي، وأطلق على هذا الحيز اسم "المكانة المتميزة"،وقال بويل إن ما يساهم في ذلك الحيز هو أن لدى الصراخ خاصية صوتية: وهي "الخشونة". قد يظن البعض أن ما يُقصد بالخشونة هو القساوة أو الخطورة، بينما ما يقصد بها في هذا السياق هو "عدم الإنسجام" و"النشاز".
خضع متطوعون في هذه الدراسة إلى جلسة استماع لصرخات مسجلة لعدة أشخاص وأنصتوا لأصوات اصطناعية مثل صافرات الإنذار وبوق السيارات، ومن ثم قارنوها بأصوات أخرى. وجد الباحثون حينها أن الصرخات التي فيها "خشونة" أكثر هي التي صنفت بالأكثر رعبا.
وقال لوك أرنال، باحث ساعد في إعداد الدراسة: "وجدنا أنه كلما زادت الخشونة في الصوت، كلما كانت ردة فعل لوزة الدماغ أقوى: واللوزة هي الجزء من الدماغ المرتبط بردود فعل الخوف،" ووجد الباحثون أنه باستطاعتهم جعل صوت غير الصراخ يكون أكثر تخويفا من الصراخ بمجرد إضافة الخشونة إليه."
وقال بويل: "هذا الاكتشاف قد يعني أن تصميم اجراس الإنذار يمكن تحسينها. مثلما أضيفت رائحة كريهة للغاز الطبيعي للتعرف عليه بسهولة، فإن إضافة "الخشونة" إلى أجراس الإنذار قد تحسنها."