(CNN)-- بنى نادي برشلونة اسمه على شعار "أكبر من ناد" في إشارة للأخلاقيات التي تربط عقود الرعاية والدعاية، والتي انعكست على سلوكيات لاعبيه والشعارات التي يحملها.
وزاد من أهمية النادي نوعية الأداء الذي قدمه في السنوات الأخيرة، بما أضاف له ملايين العشاق عبر مختلف أنحاء العالم. وقال نجمه جيرار بيكيه لـCNN "نادينا هو رافع لواء كاتالونيا وعبره نريد أن نظهر للعالم ماذا تعني هذه المنطقة--جيرار بيكيه" حتى أن النادي أصبح أكبر رمز لسعي الإقليم للاستقلال عن إسبانيا.
لكن ذلك كل ذلك أصبح موضع تساؤل في الشهور الأخيرة ولاسيما مع صفقة ضم نيمار و"احتكاكات" بين النجم ميسي ومسؤولين وأيضا صفقة رعاية مرتقبة بشأن الملعب الجديد.
والشهر الماضي، قبل تأتي الاستقالة بعد يوم واحد من إعلان قاضي المحكمة الوطنية بإسبانيا، بابلو روث، قبول النظر في الدعوى المقدمة من عضو نادي برشلونة، جوردي كاسيس، ضد ما تضمنته صفقة نيمار من شبهات حول تقديم "عقود وهمية"، ولكنه لم يستدع روسيل للاستماع لأقواله، علما بأن الدعوى مرفوعة ضده.
يشار إلى أن البلاغ الذي قدمه جوردي كاسيس ضد روسيل يتهمه فيه باختلاس مقابل مادي قدره 38 مليون يورو من صفقة ضم نيمار. وكانت تقارير صحفية قد أكدت أن إجمالي قيمة الصفقة بما تشمله من عمولات قد تراوحت بين 95 مليون و105 ملايين يورو.
وتفيد الوثائق المقدمة في الدعوى بأن النادي الكتالوني أخفى نحو 38 مليونا في صفقة نيمار في صورة عمولات، مبينة أن هناك اتفاقيات بين برشلونة واللاعب البرازيلي ووالده تم إبرامها في الفترة ما بين نوفمبر من عام 2011 وسبتمبر من 2013.
ويصر برشلونة منذ اليوم الأول وحتى الآن على أن صفقة نيمار كلفت خزائن النادي 57 مليون و100 ألف يورو دفعت بالصورة التالية: 17 مليون و100 ألف لسانتوس، و40 مليون يورو لشركة (إند آند إن).
إلا أن التقرير الذي نشرته صحيفة (الموندو) يتحدث عن وجود مبالغ أخرى لم يتم الاعلان عنها تتمثل في 10 مليون يورو مكافآة تعاقد، و2.6 مليون يورو لضمان التعاقد و"مصاريف أخرى"، بجانب هذا تضاف سبعة ملايين و900 ألف يورو اعترفت بها إدارة البرسا مؤخرا لامتلاك حقوق شراء ثلاثة لاعبين من سانتوس، وإقامة مباراتين وديتين بقيمة تسعة ملايين إضافية.
لكن بديل روسيل في الرئاسة جوزيب ماريا بارتوميو قد يكون بدوره محل متابعة من القضاء إذا قرر كاسيس رفع قضية ضده. وقال محامي كاسيس، فيليبي إيزكييردو لـCNN "رفعنا قضية ضد روسيل ولكن اطلاعنا على الوثائق سمح لنا بأن نعرف بأنّ بارتوميو نفسه وقع عليها."
وأضاف "إن اسم بارتوميو موجود على جميع الوثائق باستثناء اثنتين تتعلقان بصفقة نيمار وقع عليهما نائب الرئيس الآخر خافيير فوس-- محامي كاسيس، مما يعني أنه قد يكون بدوره عرضة للمتابعة القضائية.
وفوس نفسه كان قد لفت الأنظار عندما أوضح أنّه ليس على النادي مراجعة عقد ليونيل ميسي، الأمر الذي دفع الأخير إلى مهاجمته قائلا إنه لا يفقه شيئا في كرة القدم.
وبشأن المشاكل الأخيرة، قال فوس لـCNN إنه لا يعتقد أنّ اسم النادي قد تلطّخ، مشيرا إلى العكس على حد تعبيره "حيث أن الرعاة يقفون إلى جانبنا. وسنعلن قريبا عن عقود جديدة معهم."
لكنّ المتحدث باسم النادي طوني فريشا اعترف أنّه لو تلقى النادي جميع المعلومات المطلوبة بشأن الصفقة لتجنب الضرر الذي لحق به.
ويوافق على ذلك المدون الرياضي الشهير خوسي لويث بيريث الذي اعتبر في تصريحات لـCNN أنّه من الواضح أنّ "الحادث برمته يمكن أن يلحق ضررا كبيرا بصورة برشلونة. وبناء على حالات سابقة، فإنه من المرجح أن يتعامل القاضي مع القضية على أنه تلقى معلومات حول حالة وحيدة لكنها تستوجب فتح ملفات أخرى."
ويعني ذلك أنه وكبداية، سيفتح القاضي تدقيقا في جميع ملفات كل من له معاملات مالية تتعلق بصفقة نيمار.
وبعيدا عن قضية نيمار هناك مسائل أخرى مربكة. فعندما أعلن تنحيه، كشف روسيل أنه تلقى وعائلته تهديدات، ولاحقا أعلنت وسائل إعلام إسبانية أنّ منزله تعرض لإطلاق رصاص عشية عيد الميلاد.
وفي مؤشر جديد تماما، أعلن مجلس إدارة النادي، في سابقة من نوعها لاسيما أنه اعتاد على رفض عروض رعاية منشآت النادي، أنه يفكّر في إضافة اسم أحد الرعاة على ملعب "كامب نو" لتمويل مشروع يتكلف 600 مليون يورو لإعادة تهيئة معقله التاريخي الشهير.
ورغم أن المجلس أوضح أنّ الاسم الجديد سيكون "لقبا لاسم كامب نو" إلا أنّ ذلك يؤشر على طريقة جديدة في التفكير، لاسيما أن إضافة الاسم الجديد ستضخ 150 مليون يورو في خزائن النادي الذي يعاني ديونا تبلغ 300 مليون يورو.
ومما لا شكّ فيه أنّ الموازنة بين الأرباح المالية والإرث الأخلاقي يعدّ تحديا ولاسيما في ظل تحقيق يخضع له النادي يدفع البعض إلى اعتبار برشلونة بصدد التحول من "أكثر من فريق" إلى "أقل من ناد."