لماذا جددت السعودية منافستها قطر على البنية الرياضية وحقوق النقل التلفزيوني؟

رياضة
نشر
3 دقائق قراءة
لماذا جددت السعودية منافستها قطر على البنية الرياضية وحقوق النقل التلفزيوني؟
Credit: GETTY IMAGES

الرياض، المملكة العربية السعودية(CNN)-- كشف الشيخ وليد الإبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة"أم بي سي" السعودية، أن أعين المجموعة تتجه حالياً إلى الدوريات الأوروبية من أجل الحصول على حقوق بثها، مشيراً إلى أن الاستحواذ على حقوق بث الدوري السعودي، إنما هو بداية المشوار بالنسبة للشبكة.

وعزّزت تلك التصريحات الجدل القائم في الأسابيع الأخيرة بشأن عودة السعوديين للمنافسة على الحقوق الرياضية والتي فرضت جارتها المشاغبة قطر سطوتها عليها لدرجة أن السعوديين باتوا لا يملكون إلا دوريهم اليتيم لا غير، في الوقت الذي تستأثر فيه القنوات القطرية ومن أبرزها "بي إن سبورت" (الجزيرة سابقا) وقناة الدوري والكأس، بكل الأحداث الرياضية العربية والقارية والدولية والأولمبية.

وقبل ذلك، أعلنت مجموعة MBC أنها حصلت على حقوق بث مباريات الدوري السعودي حصرياً لمدة عشر سنوات مقابل 960 مليون دولار، وأنها أطلقت أربع قنوات رياضية بالفعل مؤخراً، وذلك "لخدمة مشاهديها المولعين بالرياضة."

لكن بعض المراقبين يرون أنّ الأمر لا يقتصر فقط على خدمة المولعين بالرياضة وإنما يأتي ضمن صراع سياسي أكبر فرضته الظروف شديدة التغير في المنطقة، مع زيادة تأثير قطر على الشباب العربي ومن ضمنه السعودي. وأوضح الإبراهيم أنّ الشبكة ستعمل على الحصول على الدوريات المتوفرة حاليا لكنها أيضا ستدخل المنافسة على بقية الأحداث عندما يحين موعد تجديد العطاءات.

لكن الهدف لن يكون فقط استعادة الجمهور العربي الذي لطالما كانت أنظاره ممركزة خلال القرن الماضي على شبكتي "راديو وتلفزيون العرب" و"أم بي سي" عندما يتعلق الأمر بالأحداث الكبرى، وإنما أيضا الجمهور المحلي. فقبل ذلك، كلّف الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز شركة أرامكو" بإنشاء 11 ملعبا في المملكة يتسع كل منها لما لا يقل عن 45 ألف متفرج. ويوجد في السعودية بعض من أجمل المنشآت الرياضية في المنطقة والعالم، لكن اتساع مساحتها وكثرة أنديتها يجعل من مستوى البنية الرياضية متفاوتة الجودة مما ينعكس على نقل الأحداث التي تحتضنها تلفزيونيا.

وساهم صغر مساحة قطر وقلة أنديتها الرياضية، وكذلك تكرار تنظيمها الأحداث الرياضية الدولية في تطوير بنيتها الرياضية وهو ما دعمه تكليفها تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، وهو ما يعكس أيضا على الصورة التلفزيونية للبلاد، رغم ضعف نتائجها الرياضية دوليا على عكس دول جارة لها أبرزها السعودية نفسها. كما يتزامن قرار عودة "ام بي سي" للمنافسة على نقل الأحداث الرياضية، مع خطط متسارعة لخصخصة الأندية التي كانت تشرف عليها الحكومة أو أمراء، وسط جدل متنام في مواقع التواصل حول مخاوف من أن تتحول ميادين الرياضة في السعودية، مثلما هو الأمر في بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى ساحة للتعبير عن الامتعاض من مسائل اجتماعية، لاسيما مع ظاهرة شغف السعوديين الواضح بكرة القدم.