دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--لم تدفع كثرة التقارير التي تتحدث عن نقل أو تأجيل بطولة كأس أمم إفريقيا، الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى التوضيح أو إصدار بيانات دورية، ولكن تصريحا من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم دفعه إلى الردّ بحزم وتوضيح موقفه من الموضوع.
فمساء الثلاثاء، هاجم الاتحاد الإفريقي في بيان رسمي على موقعه على الانترنت، ميشيل بلاتيني قائلا إنّه "لا يسمح له بالتدخل السافر" في شؤونه، ومذكرا إياه بضرورة الاهتمام "بمشاكل كرة القدم في اتحاده" ومن ضمنها الموضوع المتعلق بأوكرانيا.
وقبل ذلك، وفي حوار مع قناة رياضية قطرية، قال بلاتيني إن الأولوية القصوى ينبغي أن تعطى لصحة الناس وأنه من الضروري الاتصال بمنظمة الصحة العالمية، وذلك على خلفية الجدل القائم إثر طلب المغرب تأجيل بطولة أمم إفريقيا التي من المقرر أن ينظمها بعد شهور قليلة.
لكن الاتحاد الإفريقي قال إنّه "خارج الدول الثلاث التي تشهد عددا كبيرا من الإصابات وهي غينيا وسيراليون وليبيريا، أين أوضحت المنظمة الدولية أنه ينبغي إقامة أحداث رياضية هناك، فإنّ ذلك الإجراء لا يعني أي دولة أخرى في القارة."
ويعني ذلك، أنّ موقف المغرب مازال لا يلقى الموافقة لدى الاتحاد الإفريقي. ولم يبق أمامه من خيار سوى القبول بالمضي قدما في التنظيم أو التخلي عن ذلك وهو ما يمكن أن يعني إقصاء المغرب من النهائيات وربما عقوبات إضافية.
وفي الوقت الذي نفت فيه الجزائر وجنوب إفريقيا أي رغبة لهما في تعويض المغرب، أعلنت نيجيريا أنها مستعدة لذلك.
وأكّد وزير الرياضة في جنوب إفريقيا فيكيلي مبالولا أنّه "لا مجال قطعا" لبلاده أن تعوّض المغرب في تنظيم بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم المقررة بعد شهور قليلة، وذلك بعد أن أكّد أحد مساعديه أنّها تلقت طلبا عاجلا من الاتحاد الإفريقي يطلب منها ذلك.
وكتب الوزير تغريدة على حسابه على تويتر قال فيها "بطولة أمم إفريقيا 2015..لا لا" مشيرا إلى استحالة الاستعداد لذلك زيادة على عدم المغامرة بتأمين صحة الآلاف من الأشخاص.
وأكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية، تلقيه طلباً من وزارة الشباب والرياضة بالمملكة المغربية، بتأجيل جدول بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقرر إقامتها خلال الفترة من 17 يناير/ كانون الثاني، إلى الثامن من فبراير/ شباط من العام المقبل، بسبب "انتشار وباء الإيبولا."
وبينما شدد بيان الاتحاد الأفريقي على أنه "ليس هناك تغيير لجدول بطولاته وأحداثه"، فقد لفت إلى أنه "منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1957، لم تشهد كأس الأمم الأفريقية أبداً تأجيلاً أو تغييراً لجدولها."
وأشار البيان إلى أنه ستتم مناقشة طلب الجانب المغربي خلال الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية للكاف، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في الجزائر، على هامش مباراة الإياب لنهائي دوري أبطال أفريقيا 2014، بين فريقي "وفاق سطيف" الجزائري، و"فيتا كلوب" الكونغولي.
وسبق لجنوب إفريقيا أن تولت تعويض دولتين هما كينيا عام 1996 وليبيا عام 2013 وإذا لم يعبّر أي عضو عن رغبته في التعويض وعدم تراجع المغرب عن موقفه، فسيتم اللجوء إلى إجراء عملية قرعة لتحديد المنظم الجديد.
وتابع البيان قائلاً: "يدرك الكاف بحذر منذ بداية الدور الأخير لتصفيات أورانج كأس الأمم الأفريقية المغرب 2015، المخاطر الصحية التي يشكلها فيروس إيبولا، واتخاذ المحاذير الضرورية، واضعاً في اعتباره توصيات منظمة الصحة العالمية، والعديد من الخبراء الطبيين."
وبينما جدد وزير الرياضة المغربي، محمد أوزين، تأكيده أن طلب وزارته تأجيل البطولة "لا تراجع عنه"، فقد أكد، في تصريحات منسوبة إليه أوردتها وسائل إعلام مغربية، أن بلاده لا تمانع في تنظيم دولة أفريقية أخرى للنهائيات، في حال رفض الاتحاد الأفريقي تأجيلها بالمغرب.
ومن المقرر أن تستضيف المملكة المغربية في ديسمبر/ كانون الأول القادم، النسخة الـ11 لبطولة كأس العالم للأندية، وسط مخاوف من انتشار فيروس إيبولا في عدد من دول غرب القارة الأفريقية، وهي ذات المخاوف التي دفعت المملكة إلى طلب تأجيل نهائيات الأمم الأفريقية.
ونفى النائب الأول لرئيس "الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم"، محمد بودريقة، ما تردد حول مطالبة الجامعة بتأجيل "مونديال الأندية"، لافتاً إلى أن المغرب طلب رسمياً تأجيل نهائيات كأس الأمم بعد تلقي "تحذيرات" صحية من "خطورة" إقامة البطولة في موعدها.
وقال بودريقة، في تصريحات لإذاعة MBC، إن طلب تأجيل كأس الأمم الأفريقية جاء بسبب "التجمع الأفريقي الكبير"، الذي قد يتجاوز مليون شخص من كافة أنحاء القارة السمراء، بينما الأمر مختلف بالنسبة لكأس العالم للأندية، والتي لن يشارك فيها سوى فريق واحد من القارة الأفريقية.