دبي، الامارات العربية المتحدة (CNN) -- كثيراً ما ارتبط ظهور رياضة كرة القدم تاريخياً بالإنجليز، حيث شرعوا منذ بدايات القرن 19 في تطوير هذه اللعبة، بمرجعية أن كرة القدم الإنجليزية انبثقت من رياضة الرغبي. لتأتي فترة التنظيم وسن القوانين، وبعدها ولادة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سنة 1863م، كأحد أقدم اتحادات الكرة في العالم.
من بين أولى الأشكال التي مورست بها كرة القدم آنذاك، ترويض اللاعب الكرة بقدميه، مع إمكانية حملها باليدين والركض بها. ولكن اليوم، مع كل التطور الذي شمل الكرة، ليس فقط قانونياً فقط. لكون القوانين كلها مقررة من قبل الاتحاد الدولي للعبة، بل على مستويات أخرى، حوّلت أمريكا الجنوبية إلى مهد للكرة العالمية.
ما شاهدناه أمس من ميسي، لم يكن شيئاً عادياً. فالطريقة التي يراوغ بها اللاعب، ويمرر ويسجل في وقت قياسي، تجيز القول إنه من زمن أو كوكب آخر غير الذي نسكنه. نكاد نشك أن لميسي يدين خفيَّتين تحملان عنه الكرة في كل هجمة يقودها، أو لعل في الهواء ذرات باسمه، يتنفسها وحده فتنعشه، وتتعداه لتسقط وتخضع من يحيط به من حراس ولاعبين.
حقيقة الأمر تثير بعضاً من السخرية، لكنه أمر عادي إذا ما تأملنا قليلاً في التاريخ. فدائماً ما نجد لفظ اللاعب الممتاز، والذي يحصد ألقاباً كبرى ويقود فريقه أو منتخبه للتوهج، وهو ما ينطبق على لاعبي أوروبا أساساً، ولكن الخوارق والأساطير، كثيراً ما نسمع الحديث عنها إذا ما توجهنا نحو ألقارة الأمريكية الجنوبية: مارادونا، بيلي، رونالدو البرازيلي.. واليوم ميسي. تاريخ يتكرر وأسماء تختلف.
ولعل برشلونة فطن بهذا الأمر مسبقاً، وهو ما يظهر في انتدابات الفريق. ومثال ذلك تشكيلة المدرب لويس إنريكي أمس، والتي عرفت مشاركة ستة لاعبين من أمريكا اللاتينية، على رأسهم الثلاثي الفتاك؛ ميسي، نيمار وسواريز. وعلى الجبهة الدفاعية كان ماسكيرانو، ودانييل ألفيس، ورافينها لاعب الوسط الذي دخل كبديل. وفي الجهة المقابلة، نجد أن الألمان وظفوا لاعباً لاتينياً واحداً؛ هو شقيق رافينها الآخر، ثياغو.
وبالرغم من أن الأرقام تقول بتفوق الأوربيين على مستوى المنتخبات، ووجه ذلك حصد منتخبات أوربا لكأس العالم 11 مرة، مقابل تسع مرات لمنتخبات أمريكا الجنوبية، والمحصورة في البرازيل بـ5 ألقاب، ولقبين لكل من الأرجنتين والأوروغواي. فيما تقاسمت إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، وإنجلترا الألقاب الأحد عشر.
وينتظر أن تنطلق "كوبا أمريكا"، المسابقة الكروية الأكثر شعبية بقارة السامبا والفضة، في الحادي عشر من شهر يونيو القادم. وقبلها بخمسة أيام، يجرى نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، ما سيضيق كثيراً على النجوم اللاتينية المتوقع خوضهم لهذه المباراة، من بين الفرق الأربعة المشاركة في دور نصف نهائي دور أبطال أوروبا.