الجزائر(CNN)-- تحاول فرق خليجية كثيرة إغراء لاعبي المنتخب الجزائري لكرة القدم في صورة ياسين براهيمي نجم الخضر ولاعب "بورتو" البرتغالي، هلال العربي سوداني مهاجم "دينامو زاغرب" الكرواتي، إسلام هداف "سبورتينغ" لشبونة البرتغالي وآخرهم نبيل غيلاس لاعب قرطبة الإسباني، لأجل بالانضمام إليها، سواء منها فرق قطرية أو إماراتية أو سعودية، وهي وجهة يعتبرها المدير الفني الفرنسي لمحاربي الصحراء، كريستيان ڨوركوف، مادية و ليست رياضية.
يحدث هذا في الوقت الذي يسعى هؤلاء اللاعبون للبقاء في أوربا، غير أن قلة العروض من جهة وضعفها من الناحية المالية تجعلهم يفكرون في هذه العروض التي تصل بعضها إلى أرقام مالية مرتفعة و تجعل من الصعب جدًا رفضها لكونها لا تقاوم.
هذا وكان الناخب الجزائري قد حذّر لاعبيه في تربص سيدي موسى بالجزائر وسبق مباراة السيشل التي فازت بها الجزائر برباعية نظيفة من تسبيق الخيار المالي على الرياضي، وهذا ما أكدته مصادر موثوقة لـ"CNN" بالعربية.
وأصرّ المدير الفني الفرنسي على اتخاذ قرارات هذا الصيف بشأن مستقبلهم تخدم المنتخب و طبعا ذلك لا يمر سوى عبر بقائهم في أوربا لأجل تطوير إمكانياتهم أكثر. وبين إغراءات النوادي الخليجية و الخيار الرياضي يبقى عدد من لاعبي "الخضر" مترددون مثلما كان عليه الحال مع هلال العربي سوداني الذي تلقى ناديه طلبًا رسميًا من إدارة الهلال السعودي للاستفادة من خدماته مقابل ستة ملايين أورو، في وقت لم يتردد كثيرا الدولي السابق كريم مطمور ووجد نفسه يمضي في العربي الكويتي بفضل عرض مالي وصل إلى 1,2 مليون دولار في عقد مدته موسمان وهو الأمر الذي لم يتركه يفكر كثيرا بعد أن قرر اعتزال اللّعب مع محاربي الصحراء ولم يكن هناك ما يمنعه من اتخاذ القرار، بل عبّر اللاعب صراحة عن رضاه وسعادته بخوض تجربة في الخليج.
ولم يتوقف الحد عند المدافعين مثلما كان عليه الحال مع القائد مجيد بوقرة الذي انتقل من "غلاسكو رونجرز" إلى لاخويا القطري وبعدها إلى الفجيرة الإماراتي، أو نذير بلحاج من ليون الفرنسي إلى "بورتسموث" الإنجليزي ليجد نفسه يمضي في "السد" القطري، ليتبعهما بعدها كريم زياني الذي انتقل من نادي كبير هو فولسبورغ الألماني لينتقل إلى تركيا ومن ثمة إلى "الجيش" القطري ثم العربي وبعدها عجمان وهو اليوم في الفجيرة الإماراتي، ليتلحق بهؤلاء رفيق حليش من "فولهام" الإنجليزي إلى "قطر" القطري.
وقد دفع تألق العناصر الجزائرية خاصة في مونديال البرازيل الأخير، الأندية الخليجية للاهتمام أكثر في الفترة الأخيرة بمحترفي المنتخب الجزائري، على غرار إسحاق بلفوضيل المتواجد ضمن دائرة اهتمامات الأهلي السعودي فضلا عن مهدي لحسن، إضافة إلى عدلان ڨديورة المطلوب في الخليج و إن كان يعرف جيدًا أن هذا الخيار قد يقضي على مسيرته الدولية، بالإضافة إلى نبيل غيلاس لاعب "بورتو" البرتغالي والمعار إلى "قرطبة" الإسباني لموسم واحد، والذي بات في حكم المؤكد أنه سيلقى نفسه الموسم المقبل في السعودية أو قطر.
وعبر هلال سوداني في تصريح مقتضب لـ"CNN" بالعربية أنه علم بخبر اهتمام إدارة الأهلي السعودي بخدماته، مضيفًا :" لا أزال مرتبط بعقد مع فريقي الكرواتي إلى يونيو 2017، ولهذا فمصيري ليس بيدي، ولا يمكنني التعليق على القضية بكل صراحة". يشار إلى أن إدارة "دينامو زاغرب" رفضت حسب آخر الأخبار التي نشرتها الصحافة الكرواتية الأربعاء، تسريح سوداني للعب في الخليج مفضلة بذلك عرضً أوروبيًا، خاصة وأن اللاعب كان على مقربة في فترة التحويلات الشتوية من الانتقال إلى البطولة الألمانية.
وإذا كان الأمر في نظر المتابعين للشأن الرياضي والكروي في الجزائري أن بلفوضيل وغيلاس إذا توجها إلى الخليج فهذا لن يشكل حدثًا بالنسبة للمدرب الوطني ولا للساحة الكروية، فإن الأمر يختلف بالنسبة لإسلام سليماني الذي يوجد ضمن اهتمامات أندية كبيرة في أوروبا كان آخرها نادي "موناكو" الفرنسي، والشيء ذاته مع هلال سوداني.
كما أن الإشكال الأكبر وقع حول صاحب لقب أفضل لاعب إفريقي في البطولة الإسبانية العام الماضي وأحسن لاعب جزائري ياسين براهيمي الذي دخل بشأنه نادي الهلال السعودي حلبة الصراع ومنافسة كبار الأندية الأوروبية على ضمه في صورة أرسنال، جوفنتوس وبايرن ميونخ في وقت سابق. والأيام تبقى كفيلة بالكشف عن وجهة العناصر الجزائرية، خاصة وأن المتابعسن أكدوا لموقع "CNN" بالعربية أنه لو يتحول سليماني أو براهيمي إلى الخليج فإن الثنائي يؤكد بذلك أنه بحث عن الجانب المادي أكثر من الجانب الرياضي، خاصة وأن الثنائي لم يتجاوز بعد سن 26 ربيعًا.