حسن المستكاوي يكتب عن ليلة غابت فيها الشماريخ ..

رياضة
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير حسن المستكاوي
حسن المستكاوي يكتب عن ليلة غابت فيها الشماريخ ..
الزمالك والأهلي خلال مباراة كأس السوبر المصري على استاد الشيخ هزاع بن زايد في العين، بالإماراتCredit: MARWAN NAAMANI/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم حسن المستكاوي، وهو ضمن مقالات ينشرها موقع CNN بالعربية، بالتعاون مع صحيفة الشروق المصرية، كما أنه لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

** عندما نفتقد المتعة، وعندما تغيب القيم الرياضية، يكون إجترار بعض الجمال ترويحا للنفس . فمازلت فى استاد هزاع بن زايد بالإمارات حيث جرت مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك ، ومازلت أعيش هذا المستوى الفنى الراقى الحافل بالصراع النظيف إلا قليلا. ومن دلائل قوة مباراة أن الكرة كانت معظم الوقت فى الملعب. واللعب معظم الوقت سجال لا يتوقف. وتكتمل اللوحة بسلوك عماد متعب، الذى منح حسام غالى كأس القيادة وشارة القائد وقد كسب به عماد متعب إحترام الجميع وتقديرهم ، فالناس فى شوق إلى هذا الإيثار، وإلى هذا التواضع، فى مجتمع أصاب بعضه الغرور على الرغم من  جهل هذا البعض  وعدم كفاءته  .

** كما أنها كانت ليلة غابت فيها الشماريخ . فأين ذهبت تلك اللعبة الحارقة الغاضبة المحتفلة والمحتفية أيضا؟ لماذا لا تظهر إلا فى ملاعبنا على الرغم من التشديدات الأمنية ؟ لماذا يبدو لى أن هناك من يدفع شبابنا إلى العنف والخروج عن القانون والقواعد؟ ومن يدفع بصناعة رياضية ممتعة إلى الإفلاس والضعف ؟ 

** وأنتقل إلى المصالحة التى جرت بين رئيسى الأهلى والزمالك. وأحمد الله على هذا التصالح، وهذا الهدوء الذى يلوح فى الأفق وأتمنى  مخلصا أن يستمر ويحيا قليلا من أجل كرة القدم ولتخفيف الإحتقان. وأدرك أن البعض يلعب بالنار ويشعلها، ولايرغب فى هذا الهدوء، وأن الشياطين تسود وجوهها كلما طل الحب والخير.. ولكن مازلت أعترض على إدارة أمورنا ومشاكلنا "بمنطق القبيلة". فلماذا لم يتحرك رئيسا أكبر ناديين فى الشرق الأوسط للتفاوض وحل المشاكل وحدهما دون تدخل؟ والتفاوض يعنى به التنازل واللقاء فى وسط الطريق من أجل إكمال الطريق .. 

** على أى حال كنت تلقيت رسالة من الزميل محمد حامد الصحفى بجريدة الإتحاد الإماراتية، وأنشر بعض ماجاء فيها حيث قال :

**  هل تسمح لي بكتابة بعض الإنطباعات المتعلقة بسوبر الزمالك والأهلي في العين .. بما أنني عايشت التجربة أنا وأسرتي من قلب الحدث.. وبما أنني على علاقة ما بالصحافة الرياضية ؟

أولاً: هذه رسالة للقيادة المصرية.. لديكم شعب عظيم.. ينضبط ويثبت أنه متحضر بالفطرة حينما يتأكد من قوة وعدل البلد الذي يعيش فيه.. وإلا ما تفسيركم لحالة الإنضباط التي ظهر عليها 25 ألف مصري في ستاد هزاع بن زايد ؟

ثانياً: عشق الأهلي أو حب الزمالك ليس لهما علاقة أبداً بالتعصب.. صحيح أن الجهات المنظمة للسوبر قامت بالفصل بين الجمهورين في المدرجات.. ولكننا كنا في قمة المودة والتآلف قبل وأثناء وعقب المباراة.

ثالثاً: إعترف الإماراتيون قبل غيرهم أن ستاد هزاع بن زايد عاش ليلته الأجمل..  وهذا يعنى أن مصر " أمة كروية " كما قال لي جورفان فييرا الذي شبه مصر بالبرازيل.. ما أعنيه أن شغف جمهورنا وموهبة نجومنا في حاجة إلى إدارة كروية ومنظومة واعية  .  

رابعاً: حان الوقت لإصلاح الإعلام الرياضي والكروي في مصر. ولمن يتعلل بالامكانات المادية أقول له الكرة المصرية دجاجة تبيض ذهباً .. 

خامساً: مصر بقوتها البشرية والإمارات بخطاها الواسعة يستطيعان أن يشكلا نموذجاً عبقرياً للتعاون والتقارب.. هذا المزيج جعل السوبر يظهر وكأنه سوبر أوروبي..

** أتمنى ألا أكون قد حملت الأمور أكثر مما تحتمل.. عاشت مصر .. وشكراً للإمارات ..

** إنتهت الرسالة .. هل وصلت ؟.