دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدون أي شيء سوى حقيبة ظهره وعزيمته في تحقيق حلمه، قرر عبد العزيز النمر ترك وظيفته المكتبية لينطلق في رحلةٍ استمرت أكثر من 5 أشهر مشياً على الأقدام، وذلك لعبور 4 آلاف كيلومتر في درب "باسيفيك كريست" الذي يمتد من المكسيك إلى كندا.
كان المشي الجبلي طريقةً للتأقلم مع الغربة، حيث كان عزيز النمر يدرس في ولاية أريزونا الأمريكية. ورغبةً منه في تحسين حالته النفسية، قرر الشاب السعودي ممارسة الرياضة في النادي الرياضي.
ولكن، بعد أن قرر النمر ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، غيّر ذلك من مجرى حياته، إذ قال لموقع CNN بالعربية: "صعدت إلى قمة جبلٍ ووقعت في الحب".
وفي السابق، كان النمر يصاب بالاستغراب لدى قراءته عن درب "باسيفيك كريست"، الذي يبلغ طوله 4،265 كيلومتر. وكانت فكرة التخلي عن كل شيء لعبوره في رحلةٍ قد تستغرق 6 أشهر "أشبه بالجنون"، وفقاً له.
ولكن بعد أشهرٍ من القراءة والبحث، "تحول الأشخاص الذين يمشون على هذا المسار من مجانين الى أبطال بوجهة نظري، وكنت أحلم أن أحقق ما حققوه يوماً ماً".
وأثناء عمله كمتطوع عبر الإنترنت لمساعدة مشاة درب "باسيفيك كريست" ومشاهدته له من مكتبٍ خانق، أدرك النمر أن الحياة "أثمن من أن نضيعها بين 4 جدران وفي مكتب".
ولذلك، غيّر من أسلوب حياته، وعمل لساعات إضافية ليدخر المال. وبعد أعوام، تمكن السعودي من ترك وظيفته.
ولكن قبل أن يباشر نحو "باسيفيك كريست" المليء بالتحدي، أدرك السعودي أهمية تعلم مختلف المهارات اللازمة أولاً، فمشى في مختلف الدروب القصيرة حول العالم، الجافة منها والمثلجة، مثل: طريق "ويست هايلاند" في مرتفعات شمال اسكتلندا، ودرب "دو مونت بلانك" في جبال الألب، بالإضافة إلى درب البخور شمال غرب السعودية.
وفي الـ21 من مارس/آذار من عام 2018، انطلق النمر إلى درب "باسيفيك كريست" الذي كان يحلم به في رحلةٍ استمرت 5 أشهر ونصف. وأثناء سيره من المكسيك إلى كندا، عبر الشاب بين مختلف التضاريس، حيث بدأ بصحراء جنوب كاليفورنيا القريبة من حدود المكسيك ليعبر جبال "سييرا نيفادا" الشاهقة والمتجمدة.
وبعد خروجه منها، مشى السعودي بين غابات شمال ولاية كاليفورنيا التي تتميز بأشجار الصنوبر وبين براكين "كاسكيد" بولاية أوريغون. وتمثل الجزء الأخير من رحلته المرور بين الجبال في واشنطن إلى كندا. وبعد مشيه لما يقارب 4 آلاف كيلومتر، وصل النمر إلى نهاية المسار.
وبالنسبة للتحديات التي واجهها أثناء رحلته، قال النمر إنه باستطاعة المرء أن يتغلب على التحديات الجسدية بسهولة، ولكن يمثل الجانب الذهني التحدي الأصعب، فقال: "معظم الوقت سيحاول ذهنك دفعك إلى الاستسلام والعودة إلى الوراء". ولذلك، من شأن هذا النشاط تطوير علاقة المرء بذهنه.
وفي المستقبل، يرغب النمر أن يستكشف المزيد من المسارات حول البلدان العربية مثل درب الجبل اللبناني ودرب الأردن.