دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد ظرف صحي طارئ جعله "شبه عاجز"، قرر الغواص السعودي خالد الدهلوي منح الأمل والتفاؤل في مجتمعه عن طريق التخصص في تدريب الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على الغوص. وفي عام 2017، أصبح الدهلوي أول مدرب غوص مرخص لذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط!
وبسبب شعوره بالملل السريع، كان خالد الدهلوي دائم البحث عن مختلف الأنشطة المفيدة التي يستطيع تمضية وقت فراغه بها. ولذلك، أثناء الإجازة التي منحت للطلبة حتى استقرار الأوضاع لدى اندلاع حرب الخليج في عام 1990، باشر خالد الدهلوي رحلته في عالم الغوص في مركز غطاس البحر الأحمر في جدة. وأصبح الدهلوي مرشد غوص في عام 2011.
ولكن في عام 2014، أصيب الدهلوي بوعكة صحية، حيث اكتشف الأطباء كيساً في طحاله، ما تطلب عملية استئصال، ولكن تعقدت حالته، فقال الدهلوي في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: " تم استئصال الكيس بالمنظار، لكن انتشر محتوى الكيس فتسمم جسمي وتعقدت حالتي بحدوث ثقب في المعدة والحجاب الحاجز خلال العملية". وسرعان ما انتقلت سوائل وبكتيريا المعدة إلى رئته اليسرى، مما عطل عملها.
وبعد خضوعه لمختلف العمليات الجراحية وسفره خارج المملكة للعلاج، تأثرت حالته الصحية، إذ انخفض وزنه بشدة وفقد القدرة على الحركة بمفرده.
وبعد أقل من عام على رجوعه إلى أنشطته المعتادة في السعودية بتشجيع من الأطباء، عانى من فتاق آخر. ورغم تخوف الأطباء من إجراء عملية أخرى، أُدهشوا بسهولة إصلاح الضرر الذي أصاب رئته. ويُرجع الدهلوي الفضل لذلك إلى نشاط الغوص الذي حسن من أداء رئته.
وانطلق الدهلوي في رحلةٍ جديدة في عالم الغوص بعد وعكته الصحية، حيث قرر تطوير مهاراته من أجل "كسر حاجز الخوف" الذي نشأ لديه بسبب كثرة العمليات التي خضع لها.
وقرر الغواص السعودي أيضاً التخصص في مجال من شأنه منح الأمل لفئة مهمشة في المجتمع السعودي، وهم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن خلال ذلك، يأمل الدهلوي بقيادة حركة "تساهم في توعية مجتمعنا السعودي على حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا سيما أن الدول الغربية وبعض دول شرق آسيا سبقتنا في تلبية احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة بدمجهم في مجتمعاتهم".
وبعد حصوله على ترخيص لتدريب الغوص للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في مارس/آذار من عام 2017 من منظمة "Scuba Diving International"، أو "SDI"، أصبح الدهلوي يقدم دورات تدريبية لطلبته في شواطئ معتمدة في مدينة جدة.
ومن إحدى فوائد الغوص بالنسبة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة قدرتها على "تحرير" أولئك الأفراد من الجاذبية والوزن الذين يشعرون به في الأرض، وفقاً للغواص السعودي. ويساعدهم ذلك على التغلب على التحديات الجسدية التي يعانون منها.
وأكد على ذلك أحد طلبة الدهلوي، حسن العمري، الذي أصبح مقعداً جراء إصابته بحادث مروري في شبابه.
وبالنسبة إلى العمري، فإن الغوص هو بمثابة "الحرية"، فرغم معاناته من إعاقة، إلا أنه يستطيع "التحرر منها" عندما يغوص في البحر.
ولذلك، ينصح العمري الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بخوض تجربة الغوص، فمن شأنها زيادة اعتماد المرء على ذاته، إذ قال: "ستتعلم الحركة بنفسك بدون الحاجة إلى أي أحد".
ولمن يظن أن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكنهم ممارسة أنشطة رياضية كما يفعل الآخرون، يقول الدهلوي: "لا تكن معاقاً فكرياً بزرع معوقات نفسيه أو ملموسه أمام أي إنسان أياً كانت احتياجاته".