دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم معاناتها من الاكتئاب الشديد، والسخرية التي واجهتها، إضافةً إلى نقص الموارد والمدربين، استطاعت رافعة الأثقال الإماراتية آمنة الحداد وضع بصمتها في عالم الرياضة، فمن هي؟
تعتبر آمنة الحداد دخولها إلى عالم الرياضة صدفة، إذ أنها لم تكن رياضية قط أثناء نشأتها.
ولكن بعد معاناتها من الاكتئاب الشديد خلال مراهقتها، اعتبرت الحداد الرياضة عاملاً "أنقذ حياتها"، وفقاً لما قالته لموقع CNN بالعربية.
وبعد انضمامها للنادي الرياضي وإدراج رفع الأثقال في روتينها، قالت الحداد: "لم يسبق لي أن شعرت بهذه الدرجة من التمكين والقوة، إذ قام جسدي بفعل أشياء لم أكن أعلم أنه بمقدوره فعلها".
وسرعان ما اشتعل في قلب الإماراتية الرغبة في ملاحقة أمرٍ ذو هدف لتحقيق شيءٍ أكبر من ذاتها. وفي عام 2012، أصبحت الحداد أول إماراتية وخليجية تشارك في بطولة "ريبوك كروس فيت آسيا" في كوريا الجنوبية.
ولكن بعد أن أثبتت بعد الفحوصات الفيزيائية أن رفع الأثقال أكثر ملائمة لجسدها، قامت الإماراتية التي تبلغ من العمر 29 بالتركيز على هذه الرياضة.
ومن هناك، ركزت الحداد على التدريب بهدف المشاركة في الألعاب الأولمبية. ولم يكن الأمر سهلاً، إذ أنها اضطرت إلى جمع 12 عام من التدريب والخبرة في 3 أعوام ونصف بحكم أنها بدأت مسيرتها الرياضية متأخرة في عمر الـ21.
ورغم ذلك، استطاعت الحداد المساهمة في تأهل الإمارات لدورة الألعاب الأولمبية في ريو لعام 2016.
ومثلت السخرية ونقص الدعم، إحدى التحديات التي واجهتها الرياضية، إضافةً إلى العقبات الفيزيائية التي كان عليها تخطيها، وشرحت الحداد ذلك قائلةً: "كان جانب التحدي الفيزيائي عقبةً كبيرة كان يجب علي تخطيه، وناهيك عن الأشياء الأخرى التي وجب عليّ مواجهتها يومياً من النقص في التمويل، ومواجهة الرفض، والتعامل مع السخرية لكوني امرأة في الشرق الأوسط تمارس رفع الأثقال".
وعانت الحداد أيضاً بسبب نقص المرافق التي تناسب التدريبات عالية المستوى. واضطرت الحداد في بعض الحالات للتنافس بدون مدرب بجانبها.
وإضافةً إلى تمكينها للنساء في مجال الرياضة، وضعت الحداد بصمتها أيضاً في مجال الصحة العقلية، حيث أنها أول إماراتية تحصل على زمالة روزالين كارتر لصحافة الصحة النفسية في دولة الإمارات. وعما شجعها للحديث عن تجربتها مع الاكتئاب، قالت الحداد: "أنا أتحدث على أمل أن يعطي ذلك الشجاعة لأولئك الذين لم يتمكنوا من الكلام بعد".
وتؤكد الحداد من خلال تجربتها أن رحلة الشفاء قد تختلف من شخص إلى آخر، وبالنسبة إليها، كان طريقها إلى الشفاء هي الرياضة، إذ قالت: "بالنسبة لي، كانت الرياضة حبل نجاتي، حيث أنها وفرت لي طريقة صحية للتعامل مع ألمي، وللتعبير عن مشاعري السلبية، وإعادة توجيهها إلى شيء إيجابي".
وترغب الإماراتية في تقديم نصيحة إلى آمنة الصغيرة، إضافةً إلى الإناث اللواتي يسعين لتحققي أحلامهن، وهي: "تذكري أنك مسؤولة عن نفسك فقط. وسيكون لدى الناس دائماً رأي حول ما يفعله الآخرون.. ولا تسمحي لكلماتهم أن تؤثر بك. والنجاح الحقيقي يكمن في تقبل الذات، وحب الذات".
ومع أنها تقاعدت في عام 2016، إلا أنها لا تزال تلهم العديد من الأشخاص عن طريق عملها في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، والكتابة عن مختلف المواضيع مثل الرياضة، والصحة العقلية، وتمكين النساء. وهي تعمل حالياً على كتاب من شأنه تشجيع الجيل الجديد من الحالمين على متابعة اهتماماتهم وتحدي الحواجز.