دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ارتطام سيارة بجسده الصغير.. أضواء سيارات الإسعاف، وأصوات صفاراتها تقتحم الصمت الذي احتل المكان.
في ذلك اليوم خسر أرز زهر الدين، الذي كان يبلغ من العمر 3 أعوام، رجله ليخضع إثر ذلك إلى 18 عملية جراحية دفعته إلى أن يعيش "أول صدمة بحياته" وتركته مع أحاسيس وأسئلة لا تزال تتربص بتفكيره حتى اليوم.
ولكن، لم يستطع زهر الدين أن يخمد نيران سؤال واحد بحسب ما قاله لموقع CNN بالعربية وهو: "لماذا أنا"؟
عانى زهر الدين خلال مرحلة طفولته من التنمر بسبب وضعه الجسدي، إذ يتذكر أحد الأسئلة القاسية التي كان يطرحها غيره من الأطفال عليه: "كانوا يسألونني، إذا سقيت رجلك هل من الممكن أن تنمو مجدداً؟"
ترك هذا السؤال ندبة دائمة لدى الطفل الذي غاص في عالم أحلامه، إلا أن القدر لعب دوره مجدداً وحمل حياة زهر الدين بعيداً عن شبح الماضي ودوامة الحادث. وفي أحد الأيام، وبينما كان الفتى يكتب وظيفته المدرسية، رأى صورة بزة المبارزة واتجه إلى والده ليسأله ما إذا كانت هذه الرياضة متوفرة في لبنان حتى يمارسها.
وبدأ زهر الدين بالتدرب على المبارزة، ولكنه رفض الاستسلام لآلامه الجسدية أو التوقف عن حرق المراحل كأي متدرب آخر، إذ أصبح يمارس المبارزة وهو جالس على الكرسي عندما كان يعاني من آلام العمليات أو النزيف، كما رفض أيضاً أن يتقوقع ضمن مسابقات المبارزة المخصصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقرر كسر الحاجز وخوض المسابقات مع المبارزين الآخرين.
ويسعى الرياضي اللبناني، الذي اختار تخصص التربية البدنية في الجامعة، التركيز على رياضة العدو السريع، إذ حقق عدة أرقام قياسية شخصية في هذه الرياضة، كما اختار لنفسه تحدياً جديداً لتمثيل لبنان في ألعاب طوكيو البارا أولمبية لعام 2020.
ويرى الشاب اللبناني أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد، إذ قال إنه "من الممكن لشخص مبتور اليد أو القدم أن يرأس بلداً بكامله".
أما فيما يتعلق بأحدث الأرقام القياسية التي يهدف إلى تحقيقها، أشار زهر الدين إلى أنه يسعى إلى كسر رقم غينيس القياسي وتسلق أدراج البرج الأطول في العالم، أي برج خليفة في دبي في عام 2019.