هذا المقال بقلم عبيدة نفاع، محرر الشؤون الرياضية بموقع CNN بالعربية ولا يعكس بالضرورة رأي أو توجهات الشبكة.
عمر السومة، اسم لاعب تخطى التوقعات وحطم الأرقام فأصبح "مركز الجاذبية" لجماهير الأهلي السعودي، خلال المواسم التي يقضي خامسها مع "الراقي" وقد وقع على هدفه رقم "100" في مباراة القادسية، الجمعة، فلماذا لم يفز بأفضل لاعب في آسيا؟
السومة، والذي يرى البعض أن مكانه ليس في أحد الدوريات العربية، رغم قوة الدوري السعودي وحدة المنافسة فيه وجماهيريته الكبيرة التي تتجاوز جغرافيا الشرق الأوسط، صنع ما كان يظنه كثيرون "مستحيلا".
سجل الأهداف، جلب البطولات، أعاد الأهلي إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، أثار الجدل، أحبه كثيرون، وانتقده آخرون بخجل، مدحه زملاؤه، وأحبه مدربوه، فكيف كانت مسيرة "العكيد" مع الأهلي؟
جاء "ابن الدير" وشمس اعتلاء منصة التتويج بلقب الدوري كانت غائبة عن الأهلي لمدة 30 عاما، وفي أول مباراة له مع الفريق دك حصون هجر بـ"هاتريك" كان الأول على أرضية ملعب "الجوهرة المشعة" في جدة.
للمصادفة دلائل في بعض الأحيان، فمن سجل أول "هاتريك" في هذا الملعب أصبح بالفعل "الجوهرة المشعة" في الأهلي، إذ حقق لقب الهداف في ذلك الموسم برصيد 22 هدفا متفوقا على محمد السهلاوي بهدف وحيد.
حكاية "العكيد" مع الأهلي استمرت، وبدأ الخط البياني لمستواه بالتصاعد في الموسم التالي، فكانت الجماهير على موعد مع تحقيق الحلم الذي غاب 32 عاما، السومة يسجل 27 هدفا ويهدي لقب الدوري لـ"الراقي"، ويحافظ على عرش الهدافين.
لم يكتف "أبو خطاب" بلقب الدوري، بل أهدى الأهلي أيضا لقب كأس الملك بهدفين في مرمى النصر في المباراة النهائية، ثم أتبعه بلقب كأس السوبر بهدف وركلة ترجيح، لن تمحى من ذاكرة جماهير الأهلي.
السومة، لا يوقفه أحد، فقد استمر بالحفاظ على لقب هداف الدوري السعودي في الموسم التالي، قبل أن تحرمه الإصابة وعدم الاستقرار الفني في الفريق من البقاء على عرشه الموسم الماضي.
وفي مباراة القادسية، واصل السومة تحطيم الأرقام مسجلا أسرع 100 هدف في تاريخ الدوري السعودي، خلال 102 مباراة، ليصبح السؤال المطروح: كيف لمثل هذا اللاعب ألا يفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا؟
يجمع كثيرون على أن السومة كان أفضل مهاجم في القارة الصفراء خلال السنوات الماضية، بفضل الأرقام التي حققها، وأدائه داخل وخارج أرضية الملعب، إذا، لماذا لم يفز بالجائزة؟
تمنح جائزة الأفضل في آسيا بناء على عدد النقاط التي يحصدها اللاعب من مشاركاته في البطولات التالية، كأس العالم وكأس آسيا ودوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي والمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس آسيا والمرحلة الثالثة والرابعة من تصفيات كأس العالم، بالإضافة إلى الألعاب الأولمبية.
وتلعب جائزة "أفضل لاعب في المباراة" دورا كبيرا في هذه المعادلة، فالفائز بها يحصد أكبر من عدد من النقاط من قبل اللجنة المختصة، كما يساهم عدد الأهداف المسجلة في هذه البطولات، والبطولات التي يحققها الفريق وقواعد اللعب النظيف في تحديد الفائز.
بصرف النظر عن الاختلاف أو الاتفاق على عدالة المعايير التي تطبق لمنح الجائزة (والتي تستثني الدوريات بسبب ضعف مستوى البعض منها)، إلا أن ما يتفق عليه كثيرون هو أن السومة كان يستحق تكريما أكبر من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولا يزال.
فقد ساهم هذا اللاعب بجذب الكثير من الأنظار حول العالم إلى القارة الآسيوية وإلى الدوري السعودي على وجه الخصوص، فالكثير يعرفه في بريطانيا وبقية الدول الأوروبية وتكتب عنه الصحف من كل حدب وصوب، وقد كان آخر مثال على ذلك، ما قاله الإعلام الأوروبي عن هدفه "التاريخي" في مرمى الاتحاد.
ولأنه لم يفز بها من قبل، يبدو أن "أبو خطاب" عازم على اعتلاء عرش آسيا في الموسم الحالي، فقد افتتح مشاركته بالنسخة الحالية من البطولة بهدفين في مرمى السد القطري، وحصيلة أهدافه مرشحة للارتفاع خلال الجولات المقبلة.
وإن لم يفز السومة بهذه الجائزة، فقد توجه عشاق الأهلي على عرش قلوبهم، فأصبح معشوقهم الأول وأسطورتهم التي لا تُنسى، وكما يقول عشاق النادي للسومة مستلهمين شعارهم الشهير: "وعبر الزمان سنمضي معا".