في مقابلة مع CNN بالعربية.. الأمير علي بن الحسين يكشف سر "الخلطة الأردنية" في نجاح كرة القدم النسائية

رياضة
نشر
7 دقائق قراءة
الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد كرة القدم الأردني
Credit: KHALIL MAZRAAWI/AFP via Getty Images

عبيدة نفّاع

دبي، الإمارات الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد كرة القدم الأردني، إن "سر خلطة" نجاح اللاعبات الأردنيات في بطولات كرة القدم النسائية، يعود إلى "الرغبة وعدم الخوف" من ممارسة هذه الرياضة، مشيرًا إلى أن بدايات دخول هذه اللعبة إلى البلاد رافقها بعض الصعوبات، إلا أنها اليوم تلقى "قبولا" في المجتمع الأردني والمنطقة العربية.

وبنبرة متفائلة، تحدث الأمير، في مقابلة خص بها CNN بالعربية، عن هدفين أحدهما بعيد المدى والآخر قصير بشأن تقدم مسيرة المنتخب الوطني للسيدات لكرة القدم، خاصة بعد نجاحه الأخير في التتويج ببطولة كأس العرب للسيدات، الثلاثاء، على حساب منافسه التونسي.

واعتبر الأمير علي بن الحسين، أن اهتمامه الكبير بدعم الكرة النسائية ينطلق من اعتبارات عدة، أهمها أنهن يشكلن 50% من المجتمع الأردني ولهن "الحق في لعب هذه الرياضة".

وقال إن "50% من المجتمع هن من النساء ولهن الحق بلعب الرياضة، وهناك رغبة قوية جدًا ليس في بلادنا فقط، بل في كل بلاد غرب آسيا وفي المنطقة العربية.. وكرة القدم النسائية هي أكثر لعبة آخذة بالتطور شعبيا بمجال كرة القدم في العالم، ولذلك جاء الاهتمام من النشميات وبدأنا في هذا المجال".

وعن قبول المجتمع للعبة، التي بدأت في 2007 ضمن الاتحاد الأردني لكرة القدم، قال الأمير علي: "في البدايات تساءل البعض إذا كانت الفتاة قادرة على لعب كرة القدم أم لا، لكن الحمد لله اليوم الكل فخور ببناته وما يقدمنه وتحديدًا آخر بطولة.. الكل متشجع لهن والحمد لله قدمن الواجب".

وقارن الأمير بين بدايات اللعبة وبين المراحل اللاحقة، بما في ذلك استضافة كأس العالم للناشئات تحت سن 17 عامً الذي نُظم عام 2016، قائلا: "اليوم أصبح لدينا من البلد في المنتخب الأول ولدى المجتمع الأردني رغبة قوية وتفاؤل حيال هذه الرياضة".

أما عن مكانة اللاعبات الأردنيات لكرة القدم، وتفوق المنتخب الوطني في بطولة كأس العرب على فرق لها باع كبير في هذا المجال كمصر وتونس، فقد عبّر الأمير عن شكره لتنظيم الاتحاد العربي لهذه البطولة، قائلا: "بالفعل ننظر للبطولة كعرب ومشاركين في تصفيات كأس العالم كبطولة تحضيرية لنا.. وبحسب الأنظمة الدولية والفيفا نحن نأني ضمن فرق آسيا، وهذه الطريقة الوحيدة للتعرف على فرق أخرى ومدارس أخرى في اللعب.. بناتنا يتمتعن بتفوق خاص في منطقتنا".

ورأى الأمير علي، الذي عمل من خلال منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم عن قارة آسيا سابقا، أن الفروقات الكبيرة اليوم بين مستويات فرق غرب وشرق آسيا "تقل".

وأضاف: "الحمد لله هذا شيء مهم، لكن كعرب لا يمكن أن نصبح أقوياء إلا إذا أصبح الجميع أقوياء، ومن المهم أن تنخرط المنطقة كلها في هذا المجال.. وهذا ما نلمسه الآن بوجود رغبة عند الجميع".

وعن سر الخلطة الأردنية في نجاح كرة القدم النسائية على مستوى غرب آسيا، قال الأمير علي: "هناك عوامل عدة أهمها الرغبة، وثانيًا أن يكون لديك اتحاد كرة وفئة نسائية موجودة لتعرف أفكارها وأهدافها، وسيدة في أمانة السر ولا تفرقة بين الرجال والنساء في الاتحاد ولدينا دوري محترف وهذا يساعد، لكن المهم عدم الخوف عندما بدأنا في كرة القدم النسائية في 2007 كانت الفرق تخسر 20 مقابل صفر، الآن تعلب الفرق بقوة وأمام فرق أوروبية، المهم أن لا نخجل".

وأِشار الأمير علي إلى أن بعض بلدان المنطقة تراجعت عن الاستمرار بالمشاركة بعد خروج بعضها بخسارات، مشددًا على أن "الاستمرار مطلوب والنتائج تتحقق خلال مدة ليست بالطويلة"، على حد قوله.

ويتطلع الأردن، بحسب الأمير علي، إلى التواجد ضمن أفضل المستويات بكرة القدم النسائية في قارة آسيا، فـ"الهدف البعيد أن نتقدم عالميًا ونحن من الفرق المتقدمة في هذا الشأن في الفيفا، وفي المدى القصير بالتأكيد نتطلع إلى الوصول إلى تصفيات كأس العالم للسيدات 2023… اليوم لدينا فرصة قوية إذ أصبح لدى فتياتنا خبرة وحماس وأتمنى أن نكون أول دولة عربية تحرز كأس العالم لكرة القدم للسيدات أو أي دولة عربية".

ويبدي الأردن دومًا جاهزيته لأن يكون مركزًا لاستضافة أية بطولات لكرة القدم للسيدات، سواء للناشئات أو للمنتخبات الأولى، بل ويسعى بحسب الأمير علي إلى تشجيع كل الدول العربية لاستضافة بطولات "وهناك ردود جيدة حول ذلك الأمر".

وأشار إلى وجود اجتماع في هذا الشأن قريبًا، وقال: "نريد مشاركة الجميع، فعندما تكون بطولة غرب آسيا في عدة دول بالمنطقة هذ الأمر يحمس شعوبهم أن يشجعوا بناتهم للمشاركة… ونريد من الجميع أن يكونوا شركاء".

وكان للأمير علي مبادرات عديدة لافتة في تذليل العقبات أمام اللاعبات لممارسة كرة القدم على مستوى الفيفا، مما شكّل منعطفا في كرة القدم النسائية، إذ كان أول من نادى بحق السيدات في ارتداء الحجاب، خاصة بعد قضية التصفيات الأولمبية النسوية التي جرت في الأردن العام 2011 ومنع فيها الاتحاد الدولي من ارتداء الحجاب.

وعن تجاوز جدلية هذا النوع من القضايا المتعلقة بالرياضات النسائية وارتداء الحجاب أو الشورت، ومساهمته في حسم هذا الجدل داخل الاتحاد الأردني لكرة القدم أيضا، قال: "والله عندما كنت بالاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا، عملت على السماح للاعبات بارتداء الحجاب في الملعب، وهذا حق لأي فتاة ونحترم الأخريات أيضًا، لكن تجد في بعض الاحيان من لا يشجع ارتداء الحجاب. حتى في منطقتنا كان هناك من هو ضد ذلك من باب أن لا تمارس الفتيات رياضة كرة القدم من أصله.. لكن الوضع تغير والعالم تغير".

ورأى الأمير الأردني أن لدى كل البلدان العربية اليوم رغبة في ممارسة هذه اللعبة، مضيفا بالقول: "هؤلاء بناتنا إذا لديهن رغبة ولدى أهاليهن فلهن الحق في لعب كرة القدم، لا أرى أن هناك مشكلة.. قد تصدر من بعض الأشخاص أحيانا تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مسيئة لكن الأردن دولة يحترمها الجميع… ونحن بطبعنا كأردنيين نحترم الآخرين ونفتخر بإنجاز النشميات".

وأشار الأمير إلى أن هناك تدريبات لاحقة لفريق المنتخب الوطني للسيدات لكرة القدم للتحضير لتصفيات كأس العالم ولن يكون هناك راحة طويلة، على حد قوله.