في يوم التتويج.. لماذا أطلق مشجعو ليفربول صافرات استهجان عند عزف نشيد "حفظ الله الملك"؟

رياضة
نشر
4 دقائق قراءة
في يوم التتويج.. لماذا أطلق مشجعو ليفربول صافرات استهجان عند عزف نشيد "حفظ الله الملك"؟
Credit: Alex Livesey/Getty Images

لندن، بريطانيا (CNN) -- أطلق مشجعو ليفربول صافرات استهجان مدوية أثناء عزف نشيد "حفظ الله للملك" في ملعب أنفيلد بمناسبة تتويج الملك تشارلز الثالث، السبت، قبل مباراة أمام برنتفورد.

وأظهرت لقطات تلفزيونية لاعبي ليفربول وبرنتفورد وهم يصطفون على جانبي دائرة المنتصف قبل انطلاق المباراة، بينما عُزف النشيد الوطني، وكان من الممكن سماع صافرات الاستهجان والاستهزاء من الجمهور، وهتافات "ليفربول".

بعد ذلك، قال مدرب ليفربول يورغن كلوب للصحفيين إنه يحترم أن هذا "يوم عظيم لإنجلترا" لكنه أضاف: "كان من الواضح أن شيئًا مثل (صيحات الاستهجان) سيحدث"، حسب قوله.

وأردف كلوب: "يُسمح بإطلاق صافرات الاستهجان، لم يحدث شيء آخر"، وتابع: "لم يكن هناك أي نوع من الهتافات أو أي شيء، أظهر الناس للتو... أنهم لم يكونوا دائمًا سعداء في الماضي بالطريقة التي يتم بها التعامل مع الناس في ليفربول أو المدينة أو النادي".

ويشتهر مشجعو ليفربول بتاريخ من إطلاق صافرات الاستهجان على النشيد الوطني، وكان آخرها قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي في ويمبلي، كما أطلق الكثيرون صافرات الاستهجان على الأمير ويليام عندما ظهر على أرض الملعب في ذلك اليوم".

وأكد النادي أن نشيد "حفظ الله الملك" سيُعزف قبل مباراته ضد برنتفورد، السبت، احتراما لتتويج الملك تشارلز الثالث، على الرغم من الاعتراف بأن العديد من المشجعين لديهم "آراء قوية" بشأن هذه القضية.

وجاء القرار بعد أن طلبت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز عزف النشيد الوطني قبل كل مباراة نهاية هذا الأسبوع للاحتفال بحفل تتويج الملك والملكة، الذي أقيم، السبت.

وقال ليفربول في بيان: "قبل انطلاق المباراة وتقديراً لطلب الدوري الإنجليزي الممتاز للاحتفال بالتتويج، سيجتمع اللاعبون والحكام حول الدائرة المركزية عند عزف النشيد الوطني".

وأردف البيان: "إنه، بالطبع، اختيار شخصي كيف يحتفل المشجعون في أنفيلد، يوم السبت، بهذه المناسبة ونعلم أن بعض المشجعين لديهم آراء قوية حول هذا الأمر".

لماذا يُطلق جمهور ليفربول صافرات الاستهجان؟

عانت مدينة ليفربول أثناء تراجع التصنيع في اقتصاد المملكة المتحدة في السبعينيات والثمانينيات، في عام 1981، وأدت الظروف الاقتصادية المروعة، إلى جانب التوترات بين الشرطة والمجتمع الأفريقي الكاريبي، إلى تسعة أيام من أعمال الشغب في المدينة.

وفي أعقاب الاضطرابات، تحدثت حكومة مارغريت تاتشر عن "رفض منظم" للمدينة.

خلال هذا العقد من حكم المحافظين، رأى الليفربوليون أنفسهم غرباء ومنفصلين عن بقية البلاد، كما أن تعامل الدولة مع كارثة هيلزبره في عام 1989 رسخ هذه المشاعر المناهضة للمؤسسة.

وانتشرت صافرات الاستهجان على النشيد الوطني في مباريات كرة القدم عندما كان يلعب الفريق في ويمبلي - والتي كانت شائعة نظرًا لهيمنة ليفربول على كرة القدم الإنجليزية في هذا العصر، ولا يزال يحدث ذلك حتى اليوم.

وكان لدى العديد من المشجعين نفس رد الفعل في نهائي كأس الرابطة في فبراير/شباط 2022 وفي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2012.

ويأتي تتويج الملك، السبت، أيضًا في وقت يشعر فيه الكثيرون بالآثار المدمرة للتكلفة الحادة لأزمة المعيشة التي تؤثر الآن على المملكة المتحدة بأكملها.

أدى التضخم المرتفع وسنوات من ركود الأجور والارتفاع المفاجئ والحاد في أسعار الطاقة إلى جعل ملايين البريطانيين على شفا الفقر.

في الوقت نفسه، تنفق حكومة المملكة المتحدة عشرات الملايين من أموال دافعي الضرائب على احتفال ساحر.

وتستمر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية في إثارة غضب الكثيرين في مدينة ليفربول ذات الميول اليسارية.

ومن اللافت للنظر أن أنصار ليفربول وإيفرتون هم الذين أسسوا "بنوك الطعام الداعمة للمشجعين" في عام 2015، وهي مبادرة تهدف إلى معالجة فقر الغذاء في المملكة المتحدة.