السعودية.. رينارد يكسب القلوب بحديثه عن فهد المولد و"الأخضر" بحاجة لهدوء ما بعد العاصفة

رياضة
نشر
السعودية.. رينارد يكسب القلوب بحديثه عن فهد المولد و"الأخضر" بحاجة لهدوء ما بعد العاصفة

المدرب العبقري هو الذي يستطيع أن يكسب دعم الجماهير والإعلام منذ اللحظة الأولى. أما المدرب الذي يدخل في صدامات مع الجمهور والإعلام واللاعبين، فإن مصيره الفشل لا شك في ذلك، رغم أنه قد يكون بارعًا على الصعيد الفني والتكتيكي.

هيرفي رينارد، الذي استطاع أن يكسب قلوب الجماهير خلال فترته الأولى مع المنتخب السعودي، بدأ فترته الثانية مع "الأخضر" بعدد من اللحظات المهمة.

أول تلك اللحظات كانت عندما التقى بعدد من الجماهير السعودية في أستراليا، وطلب منهم بشكل لطيف دعم الفريق في المباراة الهامة المقبلة أمام أستراليا يوم الخميس.

أما اللحظة الثانية فكانت يوم الأربعاء، عندما تذكر اللاعب فهد المولد وأعرب عن لفتة إنسانية، حيث تحدث عن وضعه الصحي في ظل الأزمة الصحية الدقيقة التي يمر بها بعد سقوطه من الطابق الثاني في منزله في دبي.

ذكاء رينارد ليس فقط في ذكره للمولد، بل في تحويل هذه الأزمة إلى عامل تحفيزي للاعبين، حيث قال إن الفريق يجب أن يقاتل من أجل فهد. هذا التصرف الذكي جعل رينارد يدخل إلى قلوب وعقول اللاعبين بلا استئذان، ليصبح دافعًا قويًا لهم.

وفيما يتعلق بالتحفيز، فإن المدرب الفرنسي خبير في هذا المجال، كما شاهدنا عندما تحدث مع لاعبيه بين شوطي مباراة السعودية والأرجنتين في كأس العالم. لقد كان العامل الذهني الذي عمل عليه في تلك المباراة هو العنصر الحاسم في تحويل النتيجة لصالح السعودية في الشوط الثاني، وتحقيق فوز تاريخي على بطل العالم في المونديال.

عودة رينارد لتدريب المنتخب السعودي، رغم أنها تمنح شعورًا بالاستقرار والثقة، إلا أن هذه المرحلة ستكون مختلفة تمامًا عن المرحلة الأولى بالنسبة للمدرب الفرنسي. ببساطة، لأن السعودية تمر حاليًا بمرحلة خصخصة الأندية والتعاقدات الكبرى، وهو أمر أثر سلبًا على فرص اللاعب المحلي في المشاركة مع الأندية الكبيرة، وهو ما سيضع رينارد أمام اختبار حقيقي. 

وسيتبين من خلال هذه الفترة ما إذا كان تراجع الأداء يعود إلى قلة الاحترافية في الدوري السعودي أو إلى مشكلة مع المدرب السابق خلال الأشهر الماضية.

من المؤكد أن المشجع السعودي لن يتوقع انتصارات أو نتائج رائعة وتحولًا في الأداء منذ المباراة الأولى، لأن رينارد ليس لديه عصا سحرية. لكن المطلوب في هذه المرحلة هو تحسين النتائج قدر الإمكان لزيادة الثقة لدى اللاعبين والجماهير، وبالتالي تخفيف الضغط على المنتخب بعد فترة من سوء النتائج تحت قيادة مانشيني.

اختار الاتحاد السعودي لكرة القدم  الخيار الأكثر أمانًا والأقل مخاطرة عند التعاقد مع رينارد، حيث إن رصيد المدرب مع المنتخب سيجعل عددًا كبيرًا من الجماهير يعذرونه ويصبرون عليه، وهو ما سيخفف الضغط على الاتحاد السعودي بشكل كبير.

الآن، السعودية أمام اختبار حقيقي أمام المنتخب الأسترالي، وهذه المباراة قد تكون نقطة تحول في مشوار "الأخضر" في التصفيات المونديالية. ومن المرجح أن يظهر  رد فعل قوي من اللاعبين بأول مباراة بعد رحيل مانشيني، والأمر بعد ذلك متروك لرينارد للحفاظ على الزخم المتوقع.