أطلق الفنّان السوري محمد آل رشي، والثنائي الفرنسي "كاترين...فانسان" مؤخراً؛ أغنية "الكاتيوشا السورّية"، على إيقاع أغنية "كاتيوشا" المشهورة للمغنية الروسية ليديا روسلانوفا، التي يفاخر فيها الروس بشجاعة وصمود جنودهم، وسبق للتلفزيون الحكومي السوري بثّها مراراً كتحية لهم.
الأغنية أنتجتها شبكة "جيرون" الإعلامية السوريّة المعارضة، ضمن إطار الحملة التي أطلقتها مؤخراً تحت عنوان "أوقفوا العدوان الروسي" بمناسبة مرور عام على تدخل روسيا العسكري المباشر في سوريا، ونشرتها الشبكة على موقع "يوتيوب"، بنسختين إحداهما مترجمة للغة الروسية، وأهدتهما لـ "شهداء حلب"، وبدا المقطع الأخير منها كرسالة تحدي في وجه العدوان، بصوت آل رشي: "ليك ولاه انت ورجلي كاتيوشا ... رسايلكم وصلتنا من حميميم.. بس لسّا في كم حارة وكم دخلوجة.. ولادها كاسرين راس صاحب الكرملين.. ولادها طالعين عقصر المهاجرين.. ولادها زاحفين عقصر المهاجرين."
"فانسان" و"كاترين"؛ تربطهما صداقة قديمة بالفنّان محمد آل رشي، عاش الثنائي الفرنسي في دمشق بين عامي 2000 و2004، وبقيا على تواصل مع أصدقائهم الكثيرين بسوريا، وعندما بدأت "الثورة السوريّة"، أرادا المشاركة بكل ما يمكنهما فعله "رغم البعد"، وأصبحا من أبرز الداعمين لـ "ثورة السوريين في وجه النظام الديكتاتوري"، بذلا جهوداً شخصية في الإغاثة، ودعما سوريين كثر بفرنسا، وقدّما عدة أغانٍ معظمها تمزج بين اللغة الفرنسية، واللهجة السورية، تعبرّ عن القضية التي تبنيّاها.
لخصّت كاترين ذلك لـ CNN بالعربية قائلةً: "عندما بدأت الثورة، كانت قويّة، وأعطتنا الدافع لنغني عنها، وبهذا المعنى كتبنا أوّل أغنياتنا لها (طلعوا الناس)، وأردنا من خلالها التحدث عن خروج المتظاهرين بعددٍ كبير، وقتلهم من قبل النظام، كما قدمنّا أغنية (سيدّة دمشق) التي تتناول تاريخ سوريا تحت حكم الأسد، من كلمات المؤرخ الفرنسي وأستاذ العلوم السياسية Jean Pierre Filiu، ثم غنينا مع صديقنا محمد آل رشي (You)، (ماشي الحال يا ماما)، (مضغوط)، والأغنية الأخيرة بطلب من الفنّان السوري فارس الحلو، وأنجزناها بمناسبة اليوم الذي نظمه لدعم المعتقلين السوريين في باريس الربيع الفائت، وكتب كلماتها الفنّان خالد ضوا الذي كان معتقلاً بسجون الأسد".
وعن "كاتيوشا السوريّة" قالت المغنية الفرنسية: "تجاوبنا مع طلب شبكة (جيرون) لمواجهة العدوان الروسي على السوريين، ووجدنا من المناسب أن نستخدم ذات الأغنية التي غنّاها الروس يوماً ما لتشجيع جيشهم، أي استخدام سلاحهم الدعائي ذاته بهدف السخرية منهم."
وحول جدوى تأثير الأغاني في مواجهة العنف الطاغي على المشهد السوري الدامي؟! أجابت كاترين: "نحن نعلم أنّه لا يمكن لأغنية أن تغيرّ العالم، لكننا موسيقيون... وهذا سلاحنا."
شاهد أيضاَ..كيف انتقل هذا الرقص من نوادي التعري إلى صالات الرياضة؟
هكذا تستمر جهود الفنّانين الفرنسيين التي لا تهدأ في دعم القضية السورية، بالتعاون مع الفنّان آل رشي، وفنّانين سوريين آخرين، حيث يحضرون حالياً لـ "مسرحية كوميدية موسيقية، أغانٍ وقصص، تروي بعض حكايات الناس الذين هجرّوا من سوريا، وكيف تغيّرت حياتهم بعد الثورة..."
يُشار إلى أن الفنّان السوري محمد آل رشي (1970) من أبرز الممثلين المسرحيين السوريين، كما شارك بمسلسلاتٍ تلفزيونية عديدة، وكان بين أوائل الفنّانين المناصرين لـ "الثورة السوريّة" (2011)، واُعتقل لفترة قصيرة خلال العام ذاته، بعد مشاركته بعدّة مظاهرات مناوئة لـ"النظام السوري"، ثمّ غادر البلاد منتصف عام 2013، ويقيم حالياً في فرنسا، حيث يقتصر معظم نشاطه الفني مؤخراً على دعم أبناء بلاده بمواجهة العدوان، وقضايا أخرى كـ"المعتقلين بسجون الأسد".
اقرأ أيضاَ..قرية "للأقوياء فقط"..اكتشف سرها