دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لدى إلقاء نظرة حول أبرز المدن الأوروبية، تجد أن مظهر ومعالم تلك المدن هي نتيجة للمراحل التاريخية التي مرت بها، من نهضات اقتصادية، وموجات سياسية، ومد وجزر ديني، وشراكات أجنبية، وتغيّر الحكّام والحكومات.
لكن، هذا ليس حال العاصمة الروسية موسكو، التي كانت منذ العام 1917 بمثابة مركز اهتمام الاتحاد السوفييتي، الذي رغب بتحويلها إلى عاصمة بأبعاد عالمية، ما يبدو جليّاً لدى التجوّل في موسكو، والتي تتميز بالساحات العملاقة، التي تحيط بها أبنية عملاقة ذات هندسة عمرانية سوفييتية مميزة.
قد يهمك أيضاً: ماذا سيحصل لو كانت هذه الأبراج موجودة في عالمنا؟
ولعل أبرز مبنى في موسكو قادر على اختصار التاريخ المتقلّب الذي مر على تلك المدينة هو كاتدرائية المسيح المخلص، أي أضخم كنيسة أوثوذكسية في العالم. وبُنيت خلال القرن التاسع عشر بتمويل من الفلاحين والفقراء، الذين تبرعوا ببنائها، احتفالاً بخروج جيوش نابليون من روسيا. واستغرق بناء الكنسية 40 عاماً.
لكن، وفي العام 1931، أمر قائد الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين بتفجير الكنيسة، وإعادة ابتكار مركز المدينة وجعله مركزاً لأحد الرموز السوفيتية. ورغم أن الكثيرين واجهوا قرار ستالين، خاصة رجال الدين، إلا أن الموت أو النفي كان مصير الأشخاص الذين تجرأوا على محاولة حماية الكنيسة.
قد يهمك أيضاً: جمال محطات المترو الملكية في موسكو..بين سحر الفخامة وقدرات الحزب الشيوعي "الخارقة"
وبعد إجراء مسابقة لاختيار أفضل تصميم "استثنائي" يرقى بعظمته لتمثيل الاتحاد السوفيتي، سارع المهندسون المعماريون من حول العالم بالتقدم بمقترحاتهم. ووقع الاختيار على تصميم "قصر السوفييت" للمهندس الأوكراني بوريس يوفان.
وكان من المقرر، أن يصل ارتفاع هذا البناء العظيم إلى 500 متر، ليكون بذلك أعلى بناء في العالم، وأن يعلوه تمثال كامل لفلاديمير لينين مؤسس الاتحاد السوفيتي. لكن في العام 1941، وبسبب الغزو الألماني لروسيا، توقفت عمليات البناء، وكانت هذه نهاية الصرح، ومعه حلم يوفان، إلى الأبد.
وبعد وفاة ستالين بعدة أعوام، دُمّرت بقايا "قصر السوفييت." ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، بُني لاحقاً في المكان ذاته نسخة طبق الأصل لكاتدرائية المسيح المخلّص، بالقبب الخمس المذهّبة الشاهقة ذاتها، وانتهى العمل ببنائها في العام 1999.
وتشاهدون في المعرض أعلاه بعض الأمثلة لتصاميم المهندسين من الحقبة السوفيتية: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)