تعرّف إلى "العمالة الوافدة الخفية" في قطر

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير سارة حسن
تعرّف إلى "العمالة الوافدة الخفية" في قطر
COURTESY KHALID ALBAIH/INSTAGRAM
10/10تعرّف إلى "العمالة الوافدة الخفية" في قطر

أحد أعمال البيه الكارياتورية السياسية.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد اختيار قطر لاستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، توافد أكثر من مليون عامل آسيوي جديد إلى البلاد للعمل في بناء ملاعب ومنشآت. وبحسب رسام الكاريكاتور السوداني المقيم في قطر خالد البيه، وجد سكان قطر أنفسهم "فجأة" يتشاركون بلدهم مع عدد ضخم من العمال.

لكن، بقيت تلك الشريحة الجديدة من السكان "غير مرئية" لغالبية المقيمين الآخرين، بحسب البيه، الذي يقول: "بات هؤلاء العمال يمثلون غالبية سكان البلاد، لكننا لا نراهم سوى في مواقع البناء، يرتدون بزّة زرقاء اللون موحّدة، ولدى انتهاء عملهم، تأتي حافلات تنقلهم إلى خارج المدينة حيث تتواجد معسكراتهم." وأدى هذا "الفصل" إلى جعل هؤلاء العمال مجرد أرقام بدون هوية، على حد قول البيه.

لكن، هذا الشاب، الذي يعمل مديراً للتصاميم الفنية العامة في متحف قطر الوطني، راودته فكرة لإعطاء هؤلاء الأشخاص هوية والربط بينهم وبين سكان البلاد. وفي حديثه مع CNN، يقول البيه: "كنت أسير مع صديقي في منطقة كورنيش الدوحة في أحد أيام الجمعة، وذُهلت لرؤية العدد الكبير من العمال الوافدين بثيابهم الأنيقة." وبما أن الجمعة هو يوم العطلة الوحيد لهؤلاء العمال، فإنهم يحرصون على الخروج بأبهى حلّة والتعبير عن أسلوبهم المتفرّد بالأزياء، ليتحولوا إلى "مرئيين" في هذا اليوم على الأقل.

قد يهمك أيضاً: قطر تكشف عن تصاميم استاد الريان الأحدث لكأس العالم 2022 

ومن هنا، خطرت له فكرة التقرّب من هؤلاء الأشخاص عن طريق التقاط صور لهم والتحدث عن شغفهم وأسلوبهم الخاص بالأزياء، وعن أحلامهم، في محاولة "لتخطي الحواجز الاجتماعية،" والتعريف بالشخصية المميزة لكل منهم. وبعد سنتين من التقاط الصور، بدأ البيه منذ أشهر بمشاركتها على صفحة "Doha Fashion Fridays" على موقعي "فيسبوك" و"إنستاغرام." 

ويشارك البيه قصة صغيرة عن كلّ شخص ينشر صورته، بأسلوب يشبه أسلوب صفحة "Humans of New York" المشهورة، على أمل إبراز الجانب الإنساني لكل منهم وإزالة الحواجز، مؤكداً أن الرسالة البسيطة للأزياء هي: "أنا إنسان." 

وعن سهولة الحديث مع العمال، يشير البيه إلى أن بعض العمال كان يخشى التصوير أو يعتقد بأنه غير مسموح له، نظراً لأن الكثير منهم أتى من خلفية ريفية بسيطة ويخشى من إثارة غضب جهة التوظيف. وفي إشارة إلى الضجّة التي أصدرتها بعض التقارير الإعلامية في الأعوام الماضية حول تجاوزات قانونية واجهها بعض العمال في الاستاد، يقول البيه إنه في أحاديثه مع العمال لا يسعى لإثارة المواضيع السلبية، ويحرص على تقديم الأفكار أو اللفتات بطريقة لا تسبب الحساسيات، حتى وإن أدى دور الرقيب أحياناً على أعماله.

ولاقت الصفحة رواجاً بين سكان قطر والعمال أنفسهم، الذين شاركوا الصور مع عائلاتهم وأصدقائهم، وبين أبرز الداعمين للصفحة الشيخة المياسة آل ثاني، رئيسة مجلس الإدارة في متحف قطر الوطني، وشقيقة حاكم الدولة الأمير تميم آل ثاني. ويحثّ البيه على أن تصبح هذه مبادرة اجتماعية عامة يشارك بها أي شخص يهوى الأزياء أو التصوير، للتعرف إلى تلك الشريحة من المجتمع. 

وتشاهدون مجموعة من الصور من حساب "Doha Fashion Fridays" إلى جانب مجموعة من رسوم البيه الكاريكاتورية في المعرض أعلاه: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)