صور توثّق ما تراه "عيون الأبراج" الباريسية

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
صور توثّق ما تراه "عيون الأبراج" الباريسية
Courtesy Laurent Kronental
10/10صور توثّق ما تراه "عيون الأبراج" الباريسية

وبحسب كرونينتال: "تثير تلك النوافذ فكرة السفر، وقد تتماهي غلى حد كبير مع نوافذ الطائرة أو المكوك الفضائي، أو نافذة السفينة."

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما رأى الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان أبراج "إيلود" للمرة الأولى، يُزعم أن ردة فعله الأولى كانت: "Quelle horreur!" (يا لفظاعتها!) 

ومنذ إتمام بناء تلك الأبراج، التي صممها المهندس المعماري إيميل إيلود في سبعينيات القرن الماضي، انقسم الرأي العام حولها.  

وحتى اليوم، وبعد انقضاء أربعين عاماً على إتمام بناء تلك الأبراج، يُوجد آراء متباينة فيما يرتبط بالإعلان عن عمليات إعادة الترميم الخارجي لتلك الأبراج، التي تتميز بتزيين خارجي يشبه الموزاييك.

ومن جهة، هناك من أيّد فكرة إعادة الترميم، لأنها ستساهم في تحسين شكل الأبراج، ومن عارضها من جهة ثانية، خوفاً من أن تفقد الأبراج هويتها الأصلية بعد تجديد واجهتها.

قد يهمك أيضاً: أول مطعم تحت الماء قريباً في أوروبا

ويقع المشروع في ضاحية "نانتير" الفرنسية، كجز من جادّة "Cité Pablo Picasso،" المخصصة للمشاريع السكنية، التي بنيت رداً على نقص الخيارات السكنية المتاحة في باريس إبّان الحرب العالمية الثانية.

وبنيت غالبية تلك المشاريع السكنية العملاقة في أطراف العاصمة الفرنسية.  

وصُممت تلك المباني في فترة الازدهار الاقتصادي التي تلت الحرب العالمية الثانية، بهدف أن تعكس الحداثة والابتكار في العصر الجديد، فضلاً عن معايير حياة الأسرة الحديثة، بعيداً عن ازدحام المدينة.

لكن، سرعان ما أثبتت تلك المشاريع أنها لا ترقى للمعايير المثالية التي بنيت من أجلها، وارتبط سكانها بالفقر ومستويات الجريمة المرتفعة، التي تسللت إلى تلك المناطق خلال الثمانينيات.

03:02
لماذا يكره الفرنسيون هذه الأحياء في بلادهم؟

وقضى المصوّر لوران كرونينتال أربع سنوات وهو يصوّر المشاريع السكنية العملاقة، والمسنين الذين ما زالوا يعيشون هناك، كنوع من "إعطاء الاحترام للجيل المهمّش، قبل أن يختفي،" بحسب ما ذكره كرونينتال في بريد إلكتروني.

ورغم أن مشروعه الأوّل ركّز على المباني الخارجية للوحدات السكنية. لكن، وفي نهاية المطاف، كوّن صداقات مع الأشخاص الذين صوّرهم، والذين دعوه إلى منازلهم. 

وكانت سلسلة الصور الجديدة "Les Yeux des Tours" (عيون الأبراج) نتيجة لتلك الزيارات. وقضى كرونينتال سنتين وهو يتسلّق طوابق أبراج "إيلود،" في الصباح الباكر والمساء، لالتقاط الصور في الضوء الكئيب والخافت، والذي تتميز به صوره. ويذكر أنه قضى عدة أيام متتالية في منزل أسرة لالتقاط صور للمحيط وقت الفجر.

قد يهمك أيضاً: مصور فرنسي يلتقط الصور الأخيرة لأحياء قبل أن تتحول إلى "مدن أشباح"

وبعد أن أبهره التنوّع الواسع لديكورات وتصاميم المنازل الداخلية، قرر كرونينتال تركيز صوره على إطلالات المنازل على الخارج، من نوافذها التي تتميز بتصاميمها التي تشبه الدائرة أو الدمعة.

وتمثّل النوافذ الغموض المرتبط بتلك العقارات، والتي أصبحت متهاوية وظهرت عليها علامات الشيخوخة، بعدما كانت "أيقونة الحداثة" سابقاً. 

وبحسب كرونينتال: "تثير تلك النوافذ فكرة السفر، وقد تمثل نوافذ طائرة أو مكوك فضائي، أو نافذة في سفينة." 

واخترنا تشكيلة من الصور من سلسلة "Les Yeux des Tours" في المعرض أعلاه: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)