صور غير تقليدية لرجال عرب بعين امرأة

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
صور غير تقليدية لرجال عرب بعين امرأة
Credit: Scarlett Coten
7/7صور غير تقليدية لرجال عرب بعين امرأة

وتشبه كوتن عملية التصوير الإبداعية بالأداء، مع فارق وحيد، إذ أنها تطلب من الرجال، عدم الوقوف بالطريقة المتعارف عليها لدى التقاط الصور، والنظر مباشرة إليها، لافتة إلى أن "النظر إلى شخص ما في عينيه، يضعنا في وضع ضعيف، وبالتالي نكون أقرب إلى من نحن في الحقيقة".

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "إرهابي، وكاره للنساء، ومتعصب،" قد يرى البعض أن تصوير الرجال العرب في الكثير من الأحيان أحادي البعد، وغير مؤثر، ولا سيما في وسائل الإعلام الغربية.

ولكن، سعت مصورتان فوتوغرافيتان إلى الخلط بين هذه القوالب النمطية، من خلال تقديم هؤلاء الرجال كما هم، أي ما وراء الصورة النمطية.

وتستكشف سلسلة "مكتوب" لسكارليت كوتن، التي عُرضت مؤخراً في معهد العالم العربي في باريس، موضوع الذكورية في جميع أنحاء المنطقة، وتقوم المصورة الكندية العراقية تمارا عبد الهادي، حالياً بجمع كتاب للصور حول هذا الموضوع.

وأمضت المصورة الفرنسية كوتن خمس سنوات بين العامين 2012 و2016، لتصوير موضوعات في الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وتونس، والضفة الغربية، مستوحاة من الأجواء المتغيرة بعد الربيع العربي، بالإضافة إلى فضولها عن الهوية الذكورية.

وتُعتبر صورها للرجال غير تقليدية، إذ ينظر الرجال بشكل مباشر إلى المُشاهد، جنباً إلى جنب مع المباني المتدهورة والديكورات الداخلية الملونة. ويرتدي بعض الرجال الكعب العالي، فيما يلف آخرون أنفسهم بالأوشحة والفراء.

وتقول كوتن التي فازت بجائزة "لايكا أوسكار بارناك" لسلسلة من الصور المذهلة في العام 2016، لـCNN إن "الهدف هو عدم تصويرهم بأنهم إناث،" موضحة: "في الاجتماعات وجهاً لوجه، نحن معرضون للخطر، لأننا نكشف عن أنفسنا. وهذا الكشف يولد شيئاً أكثر حساسية."

ويتأرجح عنوان "مكتوب" على ما تعنية الكلمة العربية "مكتوب" بمعنى أنه "كُتب" والكلمة الفرنسية العامة "mec" أي "الرجل."

ورغم أن كوتن قضت فترة 15 عاماً، خلال عملها كمصورة في الدول العربية، بما في ذلك فترة قضتها في الصحراء المصرية القاحلة مع القبائل البدوية، إلا أنها بقيت مدركة لحقيقة أنها كانت أجنبية وفرنسية، والأهم أنها أنثى.

لكنها شعرت بأن دورها كدخيلة، كان لصالحها، إذ اعتبرت أن الرجال كانوا يشعرون بالثقة فيها، وقد يكون هذا السبب من وراء حقيقة كشف الرجال لهوياتهم الحقيقية في الصور، وفقاً لما تقوله.

وتشبه كوتن عملية التصوير الإبداعية بالأداء، مع فارق وحيد، إذ أنها تطلب من الرجال، عدم الوقوف بالطريقة المتعارف عليها لدى التقاط الصور، والنظر مباشرة إليها، لافتة إلى أن "النظر إلى شخص ما في عينيه، يضعنا في وضع ضعيف، وبالتالي نكون أقرب إلى من نحن في الحقيقة".

وينظر الرجال في غالبية الصور، مباشرة إلى عيني كوتن، وليس إلى عدسة الكاميرا. وشكّل الموضوع الذي استكشفته كوتن، مادة مهمة للمصورة العراقية الكندية تمارا عبد الهادي، والتي استفادت من تجربتها الشخصية كامرأة عربية لالتقاط جمال وهشاشة نظرائها من الذكور في سلسلة عملت عليها في العام 2014 بعنوان "صوّر رجل عربي"، والتي تعمد حالياً لتحولها إلى كتاب.

وتناشد لقطاتها الحميمة المُشاهد لإعادة النظر في تصوراته السابقة، إذ تصف عبد الهادي الرجال الذين التقطت صوراً لهم بأنهم فوجئواً تماماً بكيفية ظهورهم بطريقة "لطيفة"، ومختلفة جداً عن كيفية تصوير وسائل الإعلام للرجال في المنطقة.

ووجد تقرير صادر عن منظمة المساواة بين الجنسين "بروموندو" وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في وقت سابق من هذا العام، أن غالبية الرجال في الشرق الأوسط لا يدعموا التكافؤ بين الجنسين.

ورغم أن عبد الهادي كبُرت في الإمارات العربية المتحدة، ولاحقاً في مونتريال لأهل عراقيين، إلا أنها تجد أن تمثيلها بشكل لطيف للرجال العرب، يعكس بالضبط صورة الرجال الذين أحاطوا بها كل حياتها، إذ تقول في هذا السياق إنها "أرادت أن تُظهر الرجال في الصور، بأنهم يمثلون الرجل العربي الإنسان، والذي يكون أحياناً ضعيف، وأحياناً أخرى لطيف."

وتأمل المصورتان أن "يحث عملهما الناس على التفكير بشكل مختلف حول الشرق الاوسط، وخصوصاً الرجال فى المنطقة،" إذ تُوضح عبد الهادي، أن الرد الأفضل على عملها هو عندما يقول لها الناس إنه لم يسبق أن كانوا بهذا القرب من رجل عربي، فيما تعتبر كوتن أن التقدير لأعمالها يتمثل بتقديم الناس الشكر لها لدى تقديم اعمالها في الشرق الأوسط، مؤكدة: "من المهم لهم أني أظهر صورة مختلفة لهؤلاء الرجال..ويجدون أنفسهم في هذه الصور".