كيف يحارب المهندسون التغير المناخي؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
كيف يحارب المهندسون التغير المناخي؟
Credit: CNN

منقول بتصرف من مقال لبياتريس غاليلي، الأخصائية الشريكة بشؤون العمارة والتصميم في متحف متروبوليتان للفن. الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتبة ولا تعكس بالضرورة رأي CNN.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نحن نعيش في عصر غير مستقر، أي عصر الأنثروبوسين، وهو عصر جيولوجي جديد من صنع البشر. ومنذ القرن الثامن عشر، فقد شكلنا كوكبنا بأيدينا فقط. وقد أدت التطورات التكنولوجية من محرك البخار إلى الزراعة الصناعية، إلى ظهور مناظر طبيعية جديدة للعولمة ورأس المال، أي التحضر الجماعي، والتلوث، والظروف الجوية القاسية.

ومن خلال عملي، وجدت أنه من المثير للاهتمام، رؤية كيفية استيعاب وتفاعل المهندسين والفنانين، بأدوارهم كمفكرين ومنتجين، مع البيئات المتغيرة. ولقد رأيت مهندسين معماريين يعملون مع علماء صواريخ لاختراع مختلف أنواع محطات توليد الطاقة، وفنانين يتعاونون مع وكالة "ناسا" لالتقاط العديد من الصور المذهلة، لقمم الجليد السريعة الذوبان.

ويستخدم البعض الآخر الهواء ذاته لخلق مساحات جديدة، أو البحث عن حقول مجهولة حيث تُستغل المعادن الثمينة لشحن هواتفنا المحمولة بالطاقة. ويقدم هؤلاء المعماريون والفنانون بدائل شعرية وآسرة لصور تغير المناخ أو الأخبار البيئية بحسب ما يقدمها العلماء والسياسيون أو كتاب السيناريو. ونستكشف فيما يلي بعض أفضل الأمثلة:

بيارك إنجلز-محطة توليد الطاقة "أماجر باكي:"

وأدى الضرر الذي خلفه إعصار ساندي في العام 2008 إلى جعل مفهوم تغير المناخ صعباً على سكان نيويورك. وعمد بيارك إنجلز وهو أحد المهندسين المعماريين في المدينة، إلى توفير الدعم ضد التأثير المستقبلي لهذه الإعصارات من خلال مشروع "ذا بيغ يو،" والذي يعتزم بناء جدار وقائي مع أماكن مخصصة للعب وأماكن عامة.

وقام إنجلز بإنشاء محطة توليد الكهرباء "اماجر باكي" في الدنمارك لتتضمن على سطحها منحدر تزلج بمساحة 31 ألف متر مربع، إذ ربح إنغلز المسابقة التصميمية المخصصة للمشروع في العام 2011 بهدف بناء محطة توليد كهرباء في كوبنهاغن تعمل على معالجة النفايات وتحويلها إلى كهرباء. وتُصدر محطة توليد الكهرباء دخاناً "غير سام" من مدخنتها على شكل حلقات تُضاء ليلاً عن طريق أشعة ليزر موجهة نحوها، ما "سيسمح بعدّ الإنبعاثات وتحويل غير المعدود إلى معدود" بحسب تصريحات إنغلز.

جون جيرارد 'العلم الغربي (سبيندليتوب، تكساس)

وقد التقط جون جيرارد صوراً لموقع لوكاس غوشر، الذي يعتبر أول مكان اكتشاف للنفط في العالم، في سبيندليتوب بتكساس في العام 1901. وقد أُعيد إنشاء الموقع كمحاكاة رقمية مع عامود يحمل علم يجدد الدخان الأسود المضغوط .

وتمثل طموحات الفنان أفكار المعماريين السابقين: "إحدى أعظم الموروثات في القرن العشرين، ليست مجرد انفجار سكاني، أو مستويات معيشة أفضل، ولكن مستويات ثاني أوكسيد الكربون المرتفعة جداً في الغلاف الجوي."

فيليب راهم أرتشيتكتس – منتزه "جايد إيكو"

بالنسبة إلى فيليب راهم ومقره باريس، فإن "الأنثروبوسين" يقدّم تحدياً مهماً، إذ برأيه، العمارة لا تحتاج أن تكون مسألة تصميم من مواد الطوب والاسمنت، بل يمكن أن تمتد إلى تصميم الهواء والغلاف الجوي نفسه. وفي منتزه "جايد إيكو" الذي يمتد على مساحة 70 فداناً، في تايوان، صمم راهم 11 بيئة مناخية ضمن المنتزه لأنشطة مختلفة وفقاً للملائمة المناخية.

جوستين برايس غواريليا - 'بعد الجليد'

شارك الفنان جوستين برايس غواريليا في بروكلين في مهمة "ناسا" العلمية في غرينلاند، حيث التقط صوراً من على علو 40 ألف قدم لتوثيق ذوبان الجليد القطبي. كما أنشأ تطبيق هزلي يسمى "بعد الجليد" الذي يسمح للناس بمعرفة موقعهم تحت الماء في العام 2080.