دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتميز القرن الـ20 بناطحات السحاب الزجاجية التي تعكس التقدم والحضارة. ورغم أن تلك الأوجه اللامعة ستستمر في القرن الحالي أيضاً، إلا أنه ظهرت أيضاَ مجموعة من المعماريين المعارضين لاستخدام الزجاج بشكل زائد عن حده. وأدّى ذلك إلى تسليط الضوء على تأثيرها على المدن.
وتعود شعبية المباني الزجاجية إلى تطور تكنولوجيا الزجاج بعد الحرب. وسرعان ما انتشر استخدامها بدون الأخذ بعين الاعتبار قدرتها الضعيفة على العزل الحراري بسبب توفر أجهزة تكييف ورخص قيمة الكهرباء المطلوبة لتشغيلها آنذاك.
وبدأت تلك النظرة بالتغير عند ملاحظة تأثيرها على المستوى المالي والبيئي. ويوضّح المعماري البريطاني كين شوتيلوورث، الذي كان يستخدم الزجاج بكثرة في تصاميمه في الماضي: "أظن أن الزجاج يمثّل المباني المستهلكة للطاقة.. ويجب أن ننتقل إلى بيئةٍ أكثر وعياً باستدامة الطاقة لنحاول الحفاظ على الموارد."
وحسب منظمة الأمم المتحدة، تُستهلك نسبة 40 بالمئة من الطاقة عالمياً لتشغيل المباني، ما يشكّل ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وردّاً على ذلك، سلط الأمين العام لجمعية "Glass of Europe" التجارية لصناعة الزجاج، بيرتراند كايزس، الضوء على التطورات في مجال صناعة الزجاج التي ستعزز من فوائده، مثل: الزجاج المغشي وتقنية "BIPV" التي تمكن الزجاج من إنتاج الطاقة من ضوء الشمس.
ولكن لا يزال العديد من الأشخاص، ومنهم الناقد المعماري جاستين ديفيدسون، يعتقدون أن استخدام الزجاج له مضاره رغم التحسينات التي أجريت عليه.
وشرح ديفيدسون في محاضرة "TED" حديثة أن "الأبراج الزجاجية هي بمثابة ازدراء للنواحي المدنية والمجتمعية للحياة الحضارية.. فهي تزيد من ثراء مالكيها وساكنيها مع إهمال حياة الآخرين من حولها."
ويؤكّد المعماري آلان ريتشي على الإمكانيات الجمالية التي تضيفها الألواح الزجاجية نتيجةً التلاعب بالضوء والظلال، ولكنه في الوقت ذاته يعبّر عن قلقه من بعض استخدامات الزجاج، إذ يقول: "تبدو المباني الحديثة متشابهة.. ويجب علينا الابتعاد عن الاكتفاء بتصميم صناديق زجاجية فقط."
ورغم انتقادات ريتشي وشوتيلوورث، لا يعني ذلك أنهما ضد استخدام الزجاج، بل هم يدعون إلى استخدامه بحذر ومع مواد أخرى مثل المعادن والجرانيت.
ويطبّق شوتيلوورث ذلك في مشروعه الجديد في لندن، حيث يطغى استخدام لوحات العزل الحديدية (65 بالمئة) في المبنى على الألواح الزجاجية (35 بالمئة). ويحدّ ذلك من كميّة الكربون التي يحتاج إليها.