دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص سنوياً في آخر أسبوع من آب/أغسطس، في صحراء "الصخرة السوداء" لبناء مجتمعٍ من الصفر ليختفي بعد أسبوعٍ بلا أثر. هذا هو مهرجان الرجل المحترق (Burning Man).
بدأ المهرجان في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية عام 1986 كاحتفالٍ بظاهرة "الانقلاب الصيفي" خلال تجمع بسيط حول نارٍ مشتعلة. ومنذ انتقاله إلى ولاية نيفادا في العام 1990، زادت شعبيته وسرعان ما تحول إلى احتفال فنيٍّ معماري يدوم لعشرة أيام، لتعرض فيه تصاميم هياكل أو معابد مستقبلية صُنعت باستخدام تقنيات تكنولوجية حديثة.
ومنذ العام 2000، أصبحت الهياكل الخشبية قلب مهرجان "الرجل المحترق". وتكمن ذروة المهرجان في حرق الهياكل لتُمثل "إفراجاً جماعياً"، وفقاً لما قالته مديرة اتصالات مشروع "الرجل المحترق،" ميغان ميلر.
وأُعلن تصميم هيكل هذا العام "غلاكسيا" الشهر الماضي، للمعماري الفرنسي آرثر مامو ماني، وهو عبارة عن هيكلٍ مكوّن من 20 دعامة خشبية على شكل دوامة تتجمع نحو نقطة واحدة في السماء.
وصُمم الهيكل باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد وتقنية القطع بالليزر. ويبين الهيكل قوة الأدوات الروبوتية، ما يعكس الفكرة الرئيسية لمهرجان هذا العام وهو "أنا، وروبوت". وذكر موقع "الرجل المحترق" أن هيكل "غلاكسيا" "يحتفل بالإيمان بالشعور بالأمل تجاه المجهول، والنجوم، والكواكب، والثقوب السوداء، حيث يعمل على توحيدنا في مجرّةٍ من الأحلام."
ويعمل ماني كمحاضر معماري في جامعة "ويستمنستر" في المملكة المتحدة. وهو ليس بغريبٍ عن هذا المهرجان، حيث أنه يحرص على جلب طلابه وأعمالهم الفنية إلى "الصخرة السوداء" على مدى الستة أعوام الماضية، شارحاً السبب وراء ذلك بالقول إن "المهرجان بمثابة معسكر معماريّ، فأنت تأخذ الطلاب إلى هناك ليس من أجل التجربة المعمارية فقط، بل من أجل خوض التجربة المجتمعية أيضاً."
وقال ماني لـCNN إن فكرة "غلاكسيا" كانت في الأصل "مشروع لم ينفّذ لشركة فيرجين غالاكتيك.. وظل للمشروع عالقاً في ذهني."
وتتمتع هياكل المهرجان عادةً بمعاني رمزية. مثلاً، صُنع هيكل العام الماضي، من تصميم الفنانة ماريشا فارنسوورث، من 100 شجرة صنوبر ميتة مليئة بالخنافس، ما سلّط الضوء على تراجع مساحات غابات كاليفورنيا.
وأما عن هيكل "الوعد" لعام 2015، المكون من نفق من الأقواس، فمثّل مساراً بدلاً من وجهة معينة.