هل يمكن أن يتحول البيت الأبيض إلى مبنى مغطى بالذهب باسم ترامب؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
هل يمكن أن يُغطى البيت الأبيض بالذهب ويُسمى "ترامب؟"
Courtesy Victor Enrich
6/6هل يمكن أن يُغطى البيت الأبيض بالذهب ويُسمى "ترامب؟"

قام فيكتور إنريك في هذه الصورة المعدلة بتركيب مبنى متحف "غوغنهايم" إلى جانب برج "تشيزغرايتر" في لندن لانتقاد تأثير المال على الفن.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- المعماريون والمهندسون لطالما كانوا تحت "رحمة" مختلف القواعد الهندسية والفيزيائية، ولكن مجموعة جديدة من الفنانين الرقميين ظهرت بهدف تخطي هذه القيود من خلال تقنيات التلاعب بالصور والتي تسمح لهم بطي المدن بحسب ما يرونه مناسباً. 

ورغم أن تطبيق التحف الخيالية يبقى مستبعداً على أرض الواقع، إلا أنه يسمح لنا بإعادة تقييم المباني والمنشآت العامة.

وبدأ الفنان والمصور الإسباني، فيكتور إنريك، بتعديل الصور المعمارية خلال رحلةٍ إلى لاتفيا التقط فيها صوراً أصبحت فيما بعد جزءاً من سلسلة أطلق عليها عنوان "بورتريه مدينة". وفي إحدى أعماله، التقط صوراً لأحد جسور المدينة وعدّلها لتكون هيكلاً عائماً في السماء بزاوية 90 درجة، متخطياً بذلك الخطوط بين الواقع والخيال. وفي صورٍ أخرى، يقوم إنريك بطي مجموعة من المباني بمشهد يوحي بانعدام وزن تلك الأبراج الثقيلة.

وقدّم إنريك استقالته بعد عمله كفنان خاص برسومات الحاسوب لشركات هندسة في برشلونة، لأكثر من عقد من الزمن، ليستكشف أبعاداً جديدة بمهاراته. ويقول في هذا السياق، "استقلت من وظيفتي وبدأت بالتجربة مع الأدوات ذاتها بدون أي هدف محدد سوى استكشاف الإمكانيات."

ولا يقتصر عمل إنريك على تغيير هياكل المباني فقط، بل يتضمن خطوات معقدة لإظهار التغيرات بأكبر قدر من الواقعيّة، فيقوم بتعديل نسيج الصورة، وألوانها، ومن ثم تظليلها.

ويستغرق إنريك ثلاثة أسابيع للعمل على صورةٍ واحدة، وقد يستغرق وقتاً أطول بكثير في بعض الأحيان. مثلاً، استغرق مشروع "NHDK"، الذي قام فيه إنريك بالتلاعب بصورة فندق في ميونيخ وتحويله إلى سلسلة من 88 شكلاً مختلفاً، ثمانية أشهر لإكماله.

ونادراً، ما يُناقش هذا النوع الجديد من الفن الرقمي كنوعٍ فنيّ مستقل، وفي حال اعتباره كذلك، قد يتضمن عدة أعمال مثل "المنازل الطائرة" للوران شيهيري، وصور فيليب دوجاردين المركبة التي يبني خلالها هياكل خارجة عن المألوف عبر تجميع صور مختلفة من مبان حقيقية.

وبشكل يتناقض مع العديد من معاصريه، يركز الفنان المقيم في بروكسل، خافيير ديلوري، على تأثير التحلل الحضري على المباني. ويبين في سلسلته الأكثر شهرةً، "السفر على طول الحداثة"، صوراً لأشهر المباني الحديثة، مثل "فيلا سافوي" من تصميم لو كوربوزييه، التي عُدّلت لتبدو محطمة أو مغطاة بالـ"جرافيتي".

وأوضّح ديلوري أن صوره تهدف إلى "طرح التساؤلات عن هشاشة التاريخ وخيارات المجتمع في منح الأهمية، أو عدم منحها، خلال عملية الحفاظ على إبداعات الماضي."

وتُبيّن عملية "الخلع"، كما صاغها إنريك، الاحتمالات اللانهائية لهذا الأسلوب الفنيّ الجديد، إذ أن باستخدام هذه التقنية، ينقل الفنان المباني إلى مواقع جديدة كلياً ليغير من نظرتنا إليها. مثلاً، نقل إنريك في إحدى صوره مبنى متحف "غوغنهايم" في نيويورك إلى الأجزاء الأكثر فقراً في العاصمة الكولومبية باغوتا، ليسلط الضوء على الفرق الشاسع بين الأميريكتين الجنوبية والشمالية.