لماذا يجب علينا التحدث عن الأعمال الفنية الشهوانية؟

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
لماذا يجب علينا التحدث عن الأعمال الفنية الشهوانية؟
Credit: Credit: Courtesy Sotheby's

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – قبل 29 عاماً، كشفت مجموعة من الفنانات النسويات المجهولات الهوية اللواتي عرفن باسم "Guerilla Girls"عن ملصقٍ كتبن عليه سؤال "هل يجب أن تكون المرأة عارية حتى تُوضع في متحف المتروبوليتان للفنون؟ وتتكوّن أقل من نسبة 5 بالمائة من الفنانين في قسم الفن الحديث من النساء، ولكن 85 بالمئة من التماثيل العارية هي للنساء."

في هذا الأسبوع، يقوم "سوثبيز" بتنظيم مزاد تحت عنوان "الشهوانية: الشغف والرغبة،" ويتكوّن الفنانون من خمسة وخمسين رجلاً وثلاث نساء فقط هنّ: مارلين دوماس، وترايسي إيمين، وليسا يوسكافيج. ورغم قلة الفنانات المشاركات، إلا أن المجموعات المعروضة تضم تماثيل لنساء عاريات، ولا تختلف كثيراً عن الأعمال الفنية التي نراها في المتاحف التي لم تُدرج تحت صنف "الفن الشهواني".

ويوضّح مزاد "سوثبيز" هدف اختياره لتلك الأعمال الفنية بالقول: "سواءً كانت هذه الأعمال الفنية تهدف إلى الصدم، أو الإغواء، تبقى هذه الأعمال بمثابة مواضيع مركزية في تاريخ الفن، حيث تحدّد بشكلٍ دقيق التطورات الاجتماعية والسياسية في ثقافاتنا العديدة، القديمة منها والجديدة."

ورغم أن هذا المزاد يخبرنا بالتأكيد عن الواقع الاجتماعي والسياسي و"التهميش المستمر" للفنانات النساء، والفنانات من أصول غير أوروبية، فما هي التطورات التي يتحدث عنها؟

ووفقاً للمزاد، فإن إحدى المجموعات المعروضة تبيّن لنا العدد الأول من مجلة "بلاي بوي" ونظرةً إلى المجتمع الأمريكي في الخمسينات، بينما يبين تمثال "كوليما" طقوس الخصوبة في غرب المكسيك في العصر قبل الكولومبي.

ويعمل مزاد "سوذبيز" على وضع  مختلف الأعمال الفنية بجانب بعضها البعض، كتمثال العصر قبل الكولومبي وأعمال بيكاسو على الورق، حيث من شأن ذلك "إحياء وتعميق فهم مجمعي الأعمال الفنية لمفاهيم تلك الأعمال."

ويؤكد المزاد على وجود فروقات بين الأعمال الفنية التي يبيعها والمواد الإباحية. فالمواد الإباحية ليس لها علاقة بـ"تعميق فهم مجمعي الأعمال الفنية".

ولطالما تداخلت حدود الفن الشهواني والمواد الإباحية، ولكن منذ زمن الإغريق أصبح العقل، والثقافة، والتفكير من الصفات الذكورية، بينما حُدّد الجسد، والطبيعة، والمشاعر كمواصفات أنثوية.

وينعكس ذلك في ثقافتنا اليوم، حيث نعمل على إدراج العديد من نشاطاتنا اليومية تحت وصف "أنثوي" أو "ذكوري". وبسبب اعتبار الفنون مجالاً أنثوياً، وتحفيز الفن الشهواني للمشاعر، زادت أهمية أن نختمه بطابع الرقي والذكورية.

ولا يزال العديد من الرجال، سواءً بوعي أو دون وعي، غير مرتاحين لفكرة شراء أعمال فنية من نساء. ويرجع السبب إلى شعورهم أن ذلك سيقلل من رجولتهم رغم استحالة التمييز بين أعمال الفنانين الرجال والنساء.