دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يلتقط مصور الأزياء الإيطالي باولو روفيرسي صور بورتريه في الاستوديو ذاته في باريس منذ ثلاثة عقود.
وقال روفيرسي في مقابلةٍ عبر الهاتف: "بالنسبة لي، يتمحور التصوير حول الحواس الخمس، ولا يتعلق فقط بالمرئيات، بل بالشم، واللمس، والذوق، والصوت،" مضيفاً: "قد تسمع الموسيقى عندما تنظر إلى صورة، أو تشعر بنسمة هواء. إنه بمثابة نافذةٍ إلى الروح."
وفي هذا الشهر، قام روفيرسي بجمع أكثر من مائة صور بورتريه في كتابٍ بعنوان "صور ديور: باولو روفيرسي"، والذي أطلقه بالتعاون مع دار "كريستيان ديور."
ويتضمن الكتاب عارضات أزياء مثل كايت موس، ونعومي كامبل، وهن يرتدين فساتين من أزياء "ديور".
والتقطت الصور بتقنية الضباب الفوتوغرافي الذي طوره روفيرسي في مرحلة التسعينيات.
وفي الحديث عن ضبابية الصور أوضح روفيرسي: "في أعمالي، ليس هناك أي أمر منطقي أو عقلاني.. وتتمحور كلها حول الغريزة والمشاعر."
ويبدو أن الفلسفة من وراء صوره بعيدة كل البعد عن بداياته في مجال الصحافة الذي عمل فيه روفيرسي في الماضي. وتمثلت بدايته في العمل كمصورٍ لوكالة أنباء "أسوشيتد برس". وأثناء عمله، قام بتصوير مكان دفن الشاعر الأمريكي عزرا باوند في البندقية.
وبعد عامين، انتقل المصور إلى باريس وبدأ العمل لمجلة "إل"، حيث تعرّف إلى أعمال هيلموت نيوتن، وغاي بوردين، وريتشارد أفيدون، وإيرفينغ.
وقال روفيرسي: "أحببت الجودة الرائعة لصور الأزياء والتصاميم الجميلة للملابس، حيث أضفت إحساساً بالأناقة للجمال."
ويؤكد روفيرسي أن تصوير عارضات الأزياء في الاستودو الخاص به في باريس لا يقتصر على إظهار الجمال، والشباب، وتصميم الأزياء، بل يلفت إلى أن الأمر بمثابة "علاقةٌ تبادليةٌ بين العارضة والأنا في الروح، والشخصية، والتصميم."
لذلك قال: "لطالما كان التقاط صور بورتريه لشخصٍ ما شيئاً مميزاً بالنسبة لي، فهي ليست مجرد صورة بسيطة."
ومع بعض العارضات، من الممكن أن يكون هذا التبادل أمراً خلاقاً جداً، ففي حديثه عن صورةٍ لا تنسى من الكتاب لنعومي كامبل في العام 1996، وهي ترتدي فستاناً من تصميم الراحل جيانفرانكو فيري، قال روفيرسي: "تتحرك ناعومي بطريقةٍ خلابة، فهي تستطيع ارتداء أي شيء وتحويله إلى أمرٍ ساحر."