ما هي "جبهة تحرير اللوحات الإعلانية" وكيف استولت على شوارع العالم؟

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
ما هي "جبهة تحرير اللوحات الإعلانية" وكيف استولت على شوارع العالم؟
Courtesy Parker Day/Luna Park/Art in Ad Places
5/5ما هي "جبهة تحرير اللوحات الإعلانية" وكيف استولت على شوارع العالم؟

وعلى الرغم من كل اختلافاتهم، إلّا أن المجموعات الموزعة لهذه الإعلانات، تتحد في أساسها واعتقادها بأن الإعلانات الدعائية هي ضارة، مشيرة إلى عدة عناصر إعلانية مختلفة مثل الترويج لصور أجساد غير واقعية وغير صحية، وثقافة استهلاكية تسبب خسائر فادحة لكوكب الأرض

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شهد المارة في شوارع لندن مؤخراً، نظرة جديدة لشخصية الكتب والأفلام هاري بوتر، لا تشبه تلك التي اعتادوا عليها على مر السنوات الماضية.. إذ ظهر بطل الرواية الساحر بنظاراته المدورة الأيقونية وعصاه السحرية بجانب شخصيات الفيلم الأخرى، ولكن، بتعديل بسيط على شكله، جعله والشخصيات الأخرى سود البشرة.

وقد أرفق الإعلان بتعليق جاء فيه: "إذا تفاجأت، فهذا يعني أنك لا ترى عدداً كافياً من الممثلين سود البشرة في أدوار أفلام رئيسية."

وقد عملت على هذا الإعلان مجموعة "ليغالي بلاك" المكونة من مجموعة طلاب هدفهم تسليط الضوء على افتقار تمثيل الأشخاص سود البشرة في الثقافة الشعبية. وقد قام نشطاء في المجموعة بتثبيت الملصقات بشكل سري وهم يرتدون سترات العمّال، واستخدموا مفاتيح المرافق العامة للوصول إلى اللوحات الإعلانية.

ولا تعتبر هذه المجموعة وحدها في عالم الملصقات السرية، إذ تنتشر في لندن العديد من الدعايات السرية، التي تعرف باسم "سابفيرتايزينغ" وتعلق على الأوضاع السياسية والاجتماعية، مثل المناداة لوقف الترحيل، ورسائل الدعم لضحايا العنف المنزلي، ومهاجمة القرارات الحكومية.

وتعود جذور "الدعاية السرية" إلى فكرة "الاستيلاء،" والتي تحدث عنها أفراد الأممية الموقفية الفرنسيون في خمسينيات القرن العشرين، لوصف ممارسات الاستيلاء على الرموز الشعبية وتغيير معانيها. وقد طوّر مفهوم الاستيلاء هذا على يد مجموعات عدة مثل "جبهة تحرير اللوحات الإعلانية" التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي.

ولكن، رغم أن تاريخ هذه الإعلانات السرية يعود إلى تلك الحقبة، إلّا أنها لم تتمتع في أي وقت من التاريخ بذات الشهرة التي تتمتع بها اليوم.

وعلى الرغم من كل اختلافاتهم، إلّا أن المجموعات الموزعة لهذه الإعلانات، تتحد في أساسها واعتقادها بأن الإعلانات الدعائية هي ضارة، مشيرة إلى عدة عناصر إعلانية مختلفة مثل الترويج لصور أجساد غير واقعية وغير صحية، وثقافة استهلاكية تسبب خسائر فادحة لكوكب الأرض.

وتتنوع طرق المجموعات هذه في مواجهة "عدوهم" المشترك، ما أدى إلى ظهور مجموعات متنوعة ومختلفة من أنواع الإعلانات السرية، والتي قد يصفها البعض بأنها نوع بديل للدعاية.

ورغم أن العديد من هذه الأعمال قد تعتبر أعمال تخريبية في أغلب الأحيان، إلّا أنه نادراً ما تتخذ إجراءات قانونية لردعها، سوى بعض الحالات الاستثنائية، التي ألقي القبض فيها على فاعليها بتهمة جريمة منخفضة المستوى، وحجة التسبب بضرر الممتلكات العامة. 

أما العلامات التجارية، فتلك أيضاً شبه عاجزة عن مقاومة الهجمات على حملاتها التسويقية. كما تحذر إحدى دراسات محامي سابق في شركة غوغل، من أن محاولات مقاضاة هذه المجموعات، قد "تتسبب في دعاية أسوأ من الجرم الأصلي بحق العالمة التجارية، ولذا فإن أفضل استجابة تتمثل بمعالجة أي انتقادات أثيرت في عملية الاستيلاء."