هذه الغرفة الأكثر هدوءاً في العالم.. ماذا يسمع بداخلها؟

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
هذه الغرفة الأكثر هدوءاً في العالم.. ماذا يسمع بداخلها؟
Orfield Labs
8/8هذه الغرفة الأكثر هدوءاً في العالم.. ماذا يسمع بداخلها؟

وقد صنعت الأرضية من شبكة سلكية مشققة تستخدم في صناعة الطيران، ما يقلل الانعكاسات الصوتية.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا وقفت بداخلها لفترة كافية، فستبدأ بسماع دقات قلبك.. وإذا حاولت التحرك فيمكنك سماع صوت عظامك وهي تحتك ببعضها البعض داخل جسمك.. وأخيراً.. ستفقد توازنك، لأن افتقار الصدى كلياً يؤدي إلى تخريب الوعي بالمكان.

هذا ما سيحدث لك إذا دخلت هذه الغرفة في مقر مايكروسوفت في مدينة ريدموند الأمريكية..  إذ تقوم الغرفة الأكثر هدوءاً على الكرة الأرضية، بعزل الأصوات تماماً عن العالم الخارجي، وفي الوقت ذاته الوقت تجمد جميع الأصوات التي تصدر بداخلها، ما يجعلها غرفة "عديمة الصدى،" لا يتكرر الصوت بداخلها بأي طريقة ممكنة.

ويعتبر صوت الضوضاء داخل الغرفة منخفضاً جداً لدرجة أنه يقترب من أدنى عتبة صوت حددها علماء الرياضيات، أي انعدام الصوت، والتي يتبعها الفراغ، أو غياب الصوت.

وتوفر الغرفة تجربة حسية نادرة جداً، إذ يقول هوندراج جوبال، عالم الصوت والسمع، والمصمم الرئيسي للغرفة، إنه بمجرد دخول المرء إلى الغرفة، سيشعر على الفور بإحساس غريب وفريد يصعب وصفه، مضيفاً: "معظم الناس يجدون غياب الصوت بمثابة مسبب للطرش، إذ يشعرون بامتلاء في الأذنين، أو أحياناً يسمعون صوت الرنين. كما تصبح أيضاً الأصوات الضعيفة جداً، مسموعة بشكل واضح، ﻷن الضوضاء اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ بها ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ جداً، ما يجعل سماع صوت عظامك داخل الجسم عند تحريكها أمراً ممكناً. تبدأ بسماع صوت تنفسك، وغالباً ما يبدو الصوت عالياً جداً."

ولتحقيق هذا الصمت المطلق بداخلها، صممت الغرفة ببنية تشبه شكل البصلة، تعزلها عن بقية المبنى والعالم الخارجي. وتتكون الغرفة من ست طبقات من الاسمنت والصلب، وهي منفصلة نوعاً ما عن المبنى المحيط بها، لأنها تقع على رأس مجموعة من الزنبركات التي تخفف من حركة اهتزاز الصوت. في داخل الغرفة، توجد مجموعات من الألياف الزجاجية على الأرض والسقف والجدران، هدفها تفتيت الموجات الصوتية قبل أن تتاح لها فرصة الارتداد داخل الغرفة، بينما صممت الأرضية أيضاً من شبكة من الكابلات المعلقة التي تمتص الصوت.

ويبلغ قياس الضوضاء بداخل الغرفة العادمة للصدى، 20.35 ديسيبلاً تحت الصفر، أي أقل بـ20 ديسيبلاً من عتبة السمع البشري.