دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون غرفة فندقٍ غادر نزيلها للتو أمراً عادياً، ولكن ليس بالنسبة للمصورة الفوتوغرافية جوليا ديني، التي تُعتبر هذه المساحات الخالية فرصةً لاستكشاف الآثار التي يتركها الضيوف ورائهم بعد قضاء ليلة في فندق ما، وذلك عبر سلسلتها الفوتوغرافية "Left Behind" أو (ما يتركون خلفهم).
وتقول ديني: "أنا إنسانة عاطفية، ولذلك، أنجذب للمواضيع التي لها علاقةٌ بمفهوم الذكريات والوجود."
واستطاعت ديني اقناع بعض من أفضل الفنادق في مدينة ميلانو الإيطالية، مثل "برينسيبي دي سافويا"، و"لاجار"، بالإضافة إلى "ستراف"، بالسماح لها بالدخول إلى أجنحتها في أولى ساعات الصباح، بعد مغادرة الضيوف مباشرةً، وقبل وصول خدمة الغرف، إذ تعتقد ديني أن الحالة التي نترك فيها أجنحتنا الفندقية من شأنها أن تبين شيئاً عنا نحن كبشر، فتقول: "أردت أن أبيّن أن كل ضيف يترك خلفه شيئاً فريداً وحميمياً،" موضحة: "أنا دائماً أضع الأشياء في محلها، فأضع النفايات في سلة القمامة، وأرتب سريري. وأكره فكرة ترك فوضى ورائي."
ووضعت ديني السرير كمحور مركزي لصورها، وفي البداية، قد يكون من الصعب رؤية أي فرق، ولكن عند التمعن في النظر، تظهر تفاصيل فريدة مثل "بصمةٍ" تظهر أي جانب من السرير استخدمه النزيل للنوم، ومصباح بجانب السرير تُرك مفتوحاً. وسترى أيضاً وسائد قد تكون ملقاة على الأرض، أو حتّى مكدّسة فوق بعضها البعض بعناية.
ويمكن استنتاج الكثير من المعلومات من هذه التفاصيل، فمن الواضح أن بعض الضيوف غادروا وهم على عجلة، فيما خصص آخرون الوقت الكافي لتناول وجبة إفطارٍ بين وسائدهم المريحة.
وتقول ديني: "أردت استكشاف التناقض الموجود بين الأشخاص الذين يعيشون أكثر لحظاتهم حميميةً في هذه الأماكن غير المألوفة، والتقرب من هؤلاء الغرباء الذين جعلوا هذه المساحات، لفترةٍ قصيرة، بيتاً لهم."
ولكن لم ينتهي مشروعها بعد، إذ تطمح ديني إلى استكشاف المزيد قائلةً: "أريد أن أزور مدناً أخرى لأكتشف ما إذا كان هنالك فرقٌ في سلوكيات الأشخاص في الفنادق من حول العالم."
اكتشف في معرض الصور أعلاه ما تقوله غرف النوم في الفنادق عن ضيوفها: