دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ زمنٍ ليس ببعيد، واجهت حنان مازوزي التمييز الجنسي أثناء تواجدها على مضمار السباق. ورغم مهارتها، إلا أن سائقي السيارات الذكور لم يتمكنوا من النظر أبعد من أنها أنثى في عالم السيارات. ولذلك، في وسط ضجيج المحركات وصرير العجلات، تبلورت لديها فكرة إنشاء أول نادٍ نسائي للسيارات الخارقة في دبي، "الغزلان العرب".
وقالت مازوزي إنه لطالما اعتقد السائقون الذكور أنها موجودةٌ لتشجع شخصاً ما، أو تجلس بجانبه في المقعد الأمامي، ووصفت شعورها قائلةً: "كان الأمر كما لو أنهم لم يروني."
وتشاركها زميلتها، جالين جارفي، المشاعر ذاتها، إذ قالت: "يتوقع الجميع أنك حبيبة أو زوجة شخصٍ ما.. ثم يحدّق الجميع فيك وهو أمرٌ غير مريح."
ونشأت جارفي وهي تحلم بامتلاك سيارة "بورش"، والآن هي تقود في أنحاء الإمارات العربية المتحدة في سيارة "فيراري 599 ".
وولدت الرغبة في امتلاك أحدث طراز من السيارات إحدى الأسواق الأكثر ازدهاراً للسيارات المستعملة، فقالت جارفي: "يبلغ سعر السيارات نصف ما هو عليه في المدن الكبرى الأخرى،" وأضافت: "بالتأكيد سوف أشترى سيارة رياضية."
وتعتبر جارفي واحدة من ثمانين امرأةً من 17 دولةً استطاعت مازوزي جذبها إلى النادي. وتتكوّن نسبةٌ كبيرة ٌمنهن من رائدات أعمال، بينما يتضمن النادي ربّات منزل أيضاً.
وتستمر أعداد أعضاء النادي الذي تأسس منذ عامين بالتزايد. ولطالما اُعتبرت السيارات شغفاً كبيراً لمازوزي، حيث كانت تلهو بألعاب السيارات الخاصة بشقيقها، وهي مجرد طفلة.
ولذلك، فإن شغفها تجاه عالم السيارات عميقٌ جداً، حتّى أنها وصفت وفاة سائق الـ"فورمولا 1"، آرتون سينا، كـ"واحدٍ من أسوأ الأيام في حياتها."
وعندما كانت مازوزي عضوة في نادٍ للسيارات تكون 99 بالمئة من أعضائه من الذكور، قررت البحث عن نساءٍ أخريات يشاركنها اهتماماتها.
وساعدت منصات التواصل الاجتماعي على زيادة شعبية "الغزلان العرب"، فقالت عضوة النادي وطالبة العلاقات الدولية في جامعة الشارقة التي تبلغ من العمر 18 عاماً، غلا الكتبي: "لقد عثرت على الغزلان العرب من خلال الإنستغرام."
وتملك الطالبة سيارةً من طراز "بورش 911 كاريرا".
ويوفر النادي مساحةٍ لخلق تغييرٍ حقيقي في عالم السيارات، فدُعي الأعضاء مؤخراً في إحدى المرّات إلى اجتماعٍ من قبل "بي إم دبليو" لمناقشة مفهوم العلامة التجارية، وتصميم المركبات.
وأيضاً، شاركت مؤسسة النادي في لجنةٍ في معرض دبي الدولي للسيارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو معرضٌ لم يكن يستقبل سوى القليل من النساء.
وتقول مازوزي: أعتقد أن الأمور تتغير الآن، فأصبح الأشخاص ينتبهون، وأصبح التجار يتعاملون مع النساء بجدّيةٍ أكبر، ويطلب المُصنعون آراءنا."
وباتت الأمور تتغير إلى الأفضل في المملكة العربية السعودية أيضاً، حيث رُفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارات بتاريخ 24 يونيو/حزيران.