تقرير: غزل صلاح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضت سارة بيضون ستة أشهر في دار الأمل لإكمال أطروحتها الجامعية عن النساء المعنفات، ولكن عندما حان موعد الرحيل، لم تستطع توضيب الأمل المتبقي للسجينات وإدارة ظهرها لهن.
وشعرت بيضون أن بإمكانها تقديم المساعدة. لذا، قررت إطلاق برنامج صغير، في العام 2002 ، لتدريب النساء على الأعمال اليدوية.
وكانت بيضون تزور سجن بعبدا في لبنان، ثلاث مرات أسبوعياً، للعمل مع السجينات اللاتي دُربن على الأعمال اليدوية، كالتطريز والحياكة. وهكذا شكلت فريق عملها الأول لـ"حقائب سارة."
ولضمان استمرارية المشروع، قررت بيضون تحويل برنامجها الصغير إلى شركة بهدف اجتماعي.
وأوضحت بيضون أن الحقائب لم تُصمم بشكل كامل في السجن، حيث عملت النساء على تطريز قطع القماش، ومن ثم تحويلها إلى حقائب من قبل مجموعة من الحرفيين.
ويهدف مشروع "حقائب سارة" إلى تمكين المرأة وتشجيعها على الاندماج في المجتمع. كما أنه يساعد على التخفيف من حدة الصورة النمطية التي تلاحق السجينات السابقات.
وقالت بيضون إن "أي شيء قد يكون مصدر إلهام لحقيبة يد، فمجموعاتنا الموسمية مستوحاة من تقاليد، وتقنيات، وثقافات أخرى،" واستدركت قائلة: "أحب خلط ثقافة (البوب) اللبنانية والشرق أوسطية مع التقنيات التقليدية اليدوية."
وأشارت بيضون إلى أن "الرغبة في تحسين العالم هي محرك قوي للابتكار"، مضيفة: "أنا أكرس حياتي بشكل كامل لضمان نجاح حقائب سارة بسبب النساء اللاتي تعملن في المشروع."
وفي ظل التوترات السياسية في لبنان، والتي أدت إلى قلة عدد السياح، أوضحت بيضون: "اضطررنا إلى اتباع استراتيجية لتوسيع حقائب سارة محلياً وعالمياً. واليوم، لدينا 33 نقطة بيع في جميع أنحاء العالم."
وفي مبادرة "SheMeansBusiness#"، التي أطلقها موقع "فيسبوك،" اختيرت بيضون في العام 2016، من العالم العربي، كمثال للنساء اللاتي يرغبن في ريادة الأعمال. ويشار إلى أن المبادرة تهدف إلى تمكين وتعزيز ثقة المرأة بنفسها.
وبحسب بيضون، فإن العديد من النساء المشاهير حملن حقائبها، منهن أمل كلوني، وزها حديد، ونادين لبكي.
وفي نصيحة وجهتها بيضون لرواد الأعمال، قالت إنه "إذا أردت أن تُطلق مشروعاً اجتماعياً ناجحاً، يجب أن يكون منتجك قادراً على الوقوف بمفرده دون الاعتماد الكلي على القصة وراء المشروع، وهذا ينطبق في مجال الأزياء." وأوضحت أنه "يجب أن يقع العملاء في حب المنتج أولاً، ومن ثم سينجذبون إلى الجانب الاجتماعي من القصة، ما يجعلهم أكثر اخلاصاً."