تقرير:غزل صلاح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن فقد والدته بحادث في بغداد وهو في السادسة من عمره، لم يجد أمامه بديلاً عن والدته غير الموسيقى. فلطالما كان الأردني حسن ميناوي يراقب الموسيقيين وهم يعزفون على آلاتهم على بعد مسافة أمتار قليلة.
وكان ميناوي يعمل كمدرس، في العام 2008، عندما طلب في أحد الأيام، من طلبته إحضار الآلات الموسيقية التي تركها ذويهم، حتى يعمل على صيانتها ويعلمهم العزف عليها.
وبدأت التمارين الموسيقية حينها، إلا أن طفلاً واحداً لم يملك آلة عزف كون عائلته لا تهتم بالموسيقى. وحاول بعض الأطفال طرده من غرفة التدريب، ما دفع ميناوي حينها إلى التوجه لطلبته بالقول إن الطفل سيحل مكان المايسترو الذي لا يحتاج لآلة موسيقية.
وكان الطفل يتناول العصير بالقشة آنذاك، وفي خطوة لم يكن مخططاً لها سابقاً، حول ميناوي مصاصة العصير إلى آلة موسيقية. واستخدم كاوي اللحام، الذي يستخدمه عادة للصيانة، وثقب ثلاث فتحات فقط حتى يتمكن الطفل من عزف أغنية "يالله تصبوا هالقهوة."
وبدأ ميناوي مع الأطفال في صناعة الآلات الموسيقية من مخلفات البيئة ضمن مشروع حمل اسم "الآلات من حولنا." وصُنعت بعض الآلات التي صنعها الأطفال من عبوات الحليب والمشروبات الغازية، حيث وضعوا في داخلها بذوراً، كالعدس، والأرز، والحمص. كما استخدم الأطفال في المشروع عصي آلات التنظيف. وبالنسبة إلى علب الشاي، فوضعوا بداخلها قطعة خشب لعمل قيثارة بسيطة من خيوط النايلون.
ويشار إلى أن ميناوي أكمل دراسة البكالوريوس في العلوم الموسيقية في العام 2002، ومن ثم التحق بالجامعة الأردنية، حيث كان من أول الحاصلين على الماجستير في الجامعة. كما شارك ميناوي في برنامج المواهب "Arabs Got Talent"، في العام 2012، واستطاع بموهبته التأهل إلى النهائي.
وقد يطول عمر قشة العصير لسنوات إذا تم الحفاظ عليها، ومازال ميناوي يحتفظ بقشة العصير التي اشترك بها في برنامج المواهب في العام 2012.
ويتواجد ميناوي في الولايات المتحدة حالياً، حيث شكل فرقة لوس أنجلوس للموسيقى العربية. ويجدر بالذكر، أن الفرقة تهدف إلى الحفاظ على الموروث الموسيقي العربي، إذ تجمع عازفين عرب، ومنهم من أصول أمريكية، بعد أن تركوا آلاتهم الموسيقية بسبب انشغالهم بأعمالهم الخاصة.