هذا المقال بقلم ألانا كليفتون كننغهام، محاضرة في مجال تصميم الأزياء والنسيج في جامعة التكنولوجيا في سيدني. والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر CNN. ويُعتبر المقال الذي أنتجته منصة "ذا كونفيرسيشن" بمثابة تعاون بين صحفيين وأكاديميين لتقديم الأخبار وتحليلها، وتعيد CNN نشره على شبكتها.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- السراويل الداخلية.. قد لا نتحدث عنها غالباً، ولكنها، مهمة جداً في حياتنا. وتتمتع الملابس الداخلية بتاريخ مذهل، وباتت تشهد اليوم تطوراً كبيراً وسط تقدم التكنولوجيا، مثل تصميم ملابس داخلية عالية الأداء، تدعي القيام بكل شيء من إخفاء انتفاخات البطن إلى بث الذبذبات المهدئة في المناطق التي تغطيها.
ويُعتبر المئزر أقدم أنواع السراويل الداخلية، والذي كان يرتديه المصريون القدماء، وصنع من المواد المنسوجة، مثل القطن والكتان، وثبت في مكانه بحزام منفصل. وكان أفراد الطبقات المتدنية في المجتمع والأشخاص الذين يعانون من العبودية يخرجون شبه عراة، ما جعل المئزر والذي اُعتبر لباساً داخلياً، أشبه بـ"لباس خارجي" لهم.
أما في أوروبا، خلال العصور الوسطى بين العام 500 و1,500 ميلادي، تكونت الملابس الداخلية من قميص مصنوع من الكتان أو القطن الناعم للرجال والنساء معاً. ثم في القرنين الـ15 والـ16، ارتدى الرجال نوعاً من السراويل الداخلية الطويلة، التي تضمنت قطعة قماش مبطنة، من شأنها حماية الأعضاء التناسلية، فضلاً عن تعزيز مظهر المنطقة لدى الرجال كرمز للطاقة الجنسية.
وفي أوائل القرن الـ19، بدأ الرجال والنساء معاً بارتداء السراويل الداخلية الطويلة، التي اُعتبرت عملية أكثر ووفرت لمرتديها راحة أكبر خلال اليوم.
وبالنسبة للنساء في أوائل القرن الـ20، كان ارتداء الملابس الداخلية يتضمن طبقات متعددة من الملابس الداخلية والقمصان التي يختتمها ارتداء مشد خصر ضيق أو كورسيه. وخلال الحرب العالمية الأولى، زاد عدد النساء اللاتي عملن في المصانع والمناجم والمزارع، ما اضطرهم إلى تغيير ملابسهم إلى أخرى أكثر فعّالية.
ومنذ ذلك الحين، بدأت النساء بارتداء السراويل العريضة بحلول العام 1916، ثم بدءاً من عشرينيات القرن الماضي، اُستبدلت الكورسيه تدريجياً بقطع مشابهة أكثر مرونة وراحة.
ثم في العام 1930، ساهم ظهور مادة اللاتكس المطاطية في صنع ملابس داخلية أكثر مرونة، ومنها تطورت إلى ملابس داخلية ضيقة على الجسم، تشبه إلى حد كبير تلك التي نرتديها اليوم. وفي العام 1938، بعد اختراع النايلون الصناعي، بدأت الملابس الداخلية خفيفة الوزن وسهلة التنظيف في الظهور والانتشار بشكل أكبر.
بعد ذلك، بدأ تغير طول السراويل الداخلية في العام 1945، لتصبح أقصر وفوق الركبة، ومن ثم في العام 1959، ظهر اختراع جديد لألياف صناعية مرنة، سُميت "ليكرا،" والتي تدمج بين القطن والنيلون، وتعتبر قوية ومرنة وتناسب جميع الأحجام والأجساد المختلفة.
واليوم، ومع تقدم تقنيات الحياكة وصناعة الأقمشة، أصبحت الملابس الداخلية تتضمن التقنيات الذكية نفسها، تماماً كما هي أحدث سراويل داخلية من شركة "ويريبل إكس."
وكانت قد تعاونت الشركة الأسترالية مع شركة ديوركس للواقيات الذكرية لصنع سروال داخلي تفاعلي اسمه "فانداوير."
ويتميز السروال الداخلي بقدرته على بث ذبذبات لمن يرتديه، حيث يمكن تشغيله من أي مكان في العالم من خلال تطبيق هاتفي ذكي. وتحتوي الملابس الداخلية على مشغلات، تشبه الأجهزة التي تبث ذبذبات في الهواتف الذكية، حيث يستطيع الأزواج في أماكن مختلفة من العالم لبسها وبث ذبذبات لبعضهم البعض لنقل أحاسيسهم ومشاعرهم من خلال تطبيق بسيط.
بينما عملت علامات تجارية أخرى أيضاً، مثل "ثينكس" و"مودي بودي" على تصميم سراويل داخلية يمكن إعادة استخدامها للنساء أثناء دورتهن الشهرية ولمن يعانون من سلس البول. وتصنع الملابس الداخلية هذه من الخيزران وصوف الميرينو وأقمشة الميكروفايبر، وتساعد طبقاتها على سحب الرطوبة والسوائل بعيداً عن الجسم، وحفظها في طبقة خارجية مضادة للماء، حتى مرحلة غسلها.