دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في سبتمبر/ أيلول عام 1999، أغلقت شرطة شانغهاي معرض تصوير تحت الأرض، يوم افتتاحه. ومن غير الواضح سبب انزعاج سلطات المدينة من هذا المعرض الذي عُرف باسم "Wushirenfei".
وقد يكون السبب وراء ذلك هو إظهار 15 فناناً شاباً أعمالهم خارج المؤسسات التي تسيطر عليها الحكومة.
وكان إغلاق مثل هذه الأماكن في الصين، أمراً شائعاً خلال تسعينيات القرن الماضي، إذ حذرت الدولة بعض الشيء من الفن المعاصر. ولكن، تغيرت الأمور بشكل كبير. وهذا الأسبوع، أُعيد افتتاح المعرض المغلق "Photofairs" في شانغهاي. ويُذكر أنه معرض فني سنوي، كان قد جذب أكثر من 30 ألف زائر في العام الماضي.
وأوضح أمين المعرض الجديد، فيكتور وانغ، أن هذه الخطوة تمثل رمزاً للتحول خلال العقدين الأخيرين، موضحاً: "قطعنا شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين، إذ بُنيت بعض المؤسسات الفنية الأولى خلال العقد الماضي". كما باتت شنغهاي تضم اليوم العديد من متاحف الفن المعاصر والمعارض وصالات العرض.
ويقدم وانغ في المعرض صوراً حديثة لبعض المشاركين الأصليين، وهي انعكاس لتطور الفن المعاصر في الصين. كما سيتواجد فنانون ناشئون في المعرض، بما في ذلك، مياو يينغ، الذي ساهم في عمل فني مستوحى من سطح المكتب لنظام "ويندوز".
وكانت قوة المشهد الفوتوغرافي في المدينة بارزة أيضاً في برنامج معرض "Photofairs". وسيعرض المعرض هذا العام عمل الثنائي، بيرهيد، إذ تُظهر صورهما تفاصيل الحياة في شنغهاي. بالإضافة إلى تشن رونغ هوي، التي ترصد المناظر الطبيعية المتغيرة في الصين، من الحدائق الترفيهية إلى مصانع البتروكيماويات.
وفي السنوات العشر الماضية، نمت الفنون الجميلة في الصين بشكل كبير. وهي الآن ثاني أكبر سوق للفن في العالم. ووفقاً للتقرير السنوي لـ "يو بي إس" ومعرض "آرت بازل" الفني، تمثل الصين 21% من المبيعات العالمية، مقارنة بنسبة 9% في العام 2008.
ولكن، يشعر جامعو الصور الفوتوغرافية بالتردد بالاستثمار في الصور نوعاً ما. ففي دراسة أجراها فريق "Artprice" في العام 2015، وجدت أن الصين لا تمثل سوى نسبة 1.2% من سوق التصوير العالمي.
وقالت المديرة لمجموعة معرض "Photofairs"، جورجيا غريفيث، إن السبب غالباً ما يكون عدم اهتمام جامعي الصور ببعض الأعمال أو المطبوعات. بالإضافة إلى عدم وجود مصورين فوتوغرافيين متميزين، مقارنة بالفنون الجميلة الأخرى. ولكن، يبدو أن السوق تتنامى في هذا المجال.
وفي مقابلة عبر الهاتف، أوضحت غريفيث أن قدرة الصين على احتضان هذا المجال هو أمر لا يصدق، وذلك مقارنة بالخمسة أعوام التي مضت. وأشارت أيضاً إلى أن الأسعار المعقولة مهمة جداً لجامعي الصور من الطبقة المتوسطة.
ويُذكر، أن شانغهاي تضم العشرات من معارض التصوير سنوياً. كما توجد مساحات مخصصة لها، مثل مركز شانغهاي للتصوير الفوتوغرافي، الذي افتتح أبوابه في عام 2015. ويُشار إلى أنه يعرض مزيجاً من الصور الصحفية والفن المفاهيمي.
ورغم أن العاصمة بكين تُعد موطناً لعدد من المناطق الفنية، إلا أن السلطات المحلية قد أغلقت العديد من معارضها البارزة في السنوات الأخيرة. ولكن، يبدو أن شانغهاي لم تصبح مواتية للتصور الفوتوغرافي فحسب، وإنما أيضاً للفنون بشكل عام.
وتهدف خطة جديدة تحت عنوان "شانغهاي 2035"، إلى تحويل المدينة إلى مركز ثقافي دولي في أقل من عقدين. وذلك من خلال مجموعة من التمويل والمبادرات الحكومية التي تهدف إلى تطوير صناعات الأفلام، والتصميم، والفنون المسرحية، والألعاب، والنشر.
ومع ذلك، مازالت تراود وانغ بعض الشكوك حول تأثير مبادرات الفن العام على المدينة. إذ قال إن معظم البنية التحتية في شانغهاي تُطلق وتُمول بشكل خاص. لذا، "لن يكون هناك الكثير من البنية التحتية الفنية المعاصرة إذا لم يشعر أفراد المدينة بالحماس لاستثمار أموالهم فيها".