عبر عدسة "مجهولة".. نظرة داخل مجتمع المثليين في سبعينيات القرن الماضي

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
ركزت المصورة دونا غوتشاك في حياتها المهنية على خفايا مجتمع المثليين في السبعينيات، الذي كانت تتجاهله عدسات الإعلام.
Courtesy Donna Gottschalk/The Leslie-Lohman Museum
8/8ركزت المصورة دونا غوتشاك في حياتها المهنية على خفايا مجتمع المثليين في السبعينيات، الذي كانت تتجاهله عدسات الإعلام.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- هناك صورة تذكارية لدونا غوتشاك تتداولها عدة منصّات على الانترنت. في الصورة، التي التقطتها المصور الفوتوغرافية الصحفية ديانا ديفيز في العام 1970، خلال مسيرة يوم التحرير في شارع كريستوفر بنيويورك – أول مسيرة فخر للمثليين في أمريكا – تظهر غوتشاك الشقراء في عامها الـ20 بشعرها القصير، حاملة لافتة كُتب عليها "أنا خوفك الأسوأ، وأنا خيالك الأفضل".

عندما اُلتقطت هذه الصورة، كانت غوتشاك قد بدأت للتو ممارسة مهنتها التصويرية، التي ركزت في العقود التي تلت على خفايا مجتمع المثليين الذي غالباً ما كانت تتجاهله عدسات الإعلام، من الناشطين المتطرفين في نيويورك، إلى الانفصاليين المثليين في سان فرانسيسكو والمجتمع الريفي البسيط في ولاية ماين.

في مكالمة هاتفية مع CNN، من مزرعتها في فيرمونت حيث تعيش مع شريكتها، تقول غوتشاك: "الأشخاص الذين كنت ألتقط صورهم ليسوا أشخاصاً عادة ما كان يفكر المصورون بالتقاط صورهم. بل كانوا أصدقائي وأفراد من عائلتي الشخصية."

وكان يعيش العديد من أصدقاء غوتشاك حياتهم على هوامش الهوامش في الحياة، من فقراء إلى متحولين جنسياً، وأشخاص بلا مأوى، وعمّال جنس، ومدمنين، وضحايا سوء المعاملة.

وهذا ما فعلته صور غوتشاك الحميمة آنذاك: منحتهم جمال الإنسانية الذي حُرم منهم.

وتشرح غوتشاك أنها استوحت في أعمالها من أمثال ديان أربوس، وإيرفينغ بن، وأوغست ساندر، مضيفة: "هؤلاء السادة الذين أثارتهم صور الناس.. الصور الحقيقية، وليس الصور

التجارية. ليس هؤلاء الذين افتتحوا متجراً وقالوا للناس، تعالوا، ستلتقط صوركم ونجعلكم تبدون جميلين".

وتماماً مثل هؤلاء، انجذبت غوتشاك للمجموعات المهمّشة في المجتمعات، حيث كانت تعطي الأولوية لشخصية شخصياتها، لا شكلهم. إلّا أن مشاركة أعملها مع الجمهور، بذات الطريقة التي قام بها قدواتها، لم يكن أبداً هدفها الأساسي، بل أرادت إنشاء تذكارات شخصية. حيث تقول إنها كانت تخبر الشخصيات الذين لم يثقوا بعدستها، "عندما أكبر، أريد أن أتذكرك. أريد أن أتذكرك فقط كما أنت الآن".

وتقول غوتشاك إنها كانت تشهر أن معظم شخصيات صورها "لن يعيشوا، كانوا فقراء. ولم تكن هناك أي شبكات أمان"، مضيفة: "آنذاك، في سبعينيات القرن الماضي، لم يكن عملي سعيداً. لم يكن ما أراده الناس، أو كما أعتقد، ما طلبه الناس. كان على المجتمع المثلي أن يرى أننا لسنا جميعاً بائسين، يمكننا الازدهار".

اليوم، تعرض أعمال غوتشاك في أول معرض لها، "الخارجون عن القانون الشجعان والجميلون: صور لدونا غوتشاك"، في متحف ليزلي لومان للفنون المثلية في نيويورك. ويتضمن المعرض 37 صورة التقطتها غوتشاك، اختارتها المصورة مع القائمة على المعرض ديبورا برايت، ليكتسب المتحف أيضاً 10 صور لمجموعاته الدائمة.

نشر