دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أحلام كثيرة طاردت أدوت أكيش ابنه الـ18 عاماً، إذ تمنّت الحصول على درجة رجال الأعمال لفتح المدارس للأطفال في بلدها، في جنوب السودان، وأن تُصبح صحفية لإلهام النساء ليُصبحن قائدات، وبناء امبراطوريتها الخاصة لدى بلوغها الثلاثين من العمر، حتى لا تضطر للعمل لأي شخص آخر.
وتعمل الشابة الآن كعارضة أزياء، وليست أي عارضة، بل تعد إحدى عارضات الأزياء الأكثر طلباً.
وبدأت أكيش أول رحلة لها في عالم الأزياء بعد أشهر من تخرجها من المدرسة الثانوية في أستراليا، إذ مشت في عرض "سانت لوران" عام 2018، كما أن رحلتها في عالم الأزياء لم تتوقف على ذلك المدرج فحسب، بل تابعت مشوارها لتعرض أزياء لعلامات تجارية عالمية مختلفة مثل كريستيان ديور، وبربري، وبرادا، لتُصبح ثاني عارضة أزياء سوداء البشرة تختتم عرض شانيل للأزياء.
وضج عالم الأزياء باسم العارضة الشابة، إذ قالت محررة مجلة فوغ البريطانية إن "لا أحد مثل أوديت"، مضيفة أنها جميلة جداً وطيبتها تنعكس في صورها.
ولم تفاجئ أكيش الجمهور فحسب بإطلالاتها على مسارح العرض المتعددة، بل تفاجأت هي أيضاً بنفسها عندما تصدر اسمها قائمة أعمال الموضة السنوية من ضمن أكثر 500 شخصية تشكل عالم الأزياء.
ولازمت ذكريات الماضي حياة العارضة الشابة، إذ حملت أكيش ذكريات طفولتها كلاجئة في مخيم كاكوما الكيني معها، واستذكرت ماضيها قائلة إنها حتى إذا أصبحت أثرى عارضة أزياء في العالم "ستظل لاجئة لأنها لاجئة".
ولم يكن مشوار الشهرة سهلاً على أكيش، فقد واجهت الشابة الكثير من التنمر في صغرها بسبب لون بشرتها الداكن وشكلها المختلف.
تحمل العارضة الشابة اليوم رسالة للفتيات اللواتي يشبهونها أو للشابات المترددات بسبب مظهرهن، إذ نصحتهم بأن يشعرن بالفخر بأنفسهن بدلاً من الخجل من مظهرهن، كما تابعت قائلة: "لا تجعلوا الأخرين يعرفون من أنتم".