دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع تدهور العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والحكومة الإيرانية، هل سيمهد ذلك الطريق إلى تدهور المشهد الفنيّ الإيراني المزدهر؟
وتزايد الاهتمام بالفن الإيراني في الأعوام الأخيرة، حيث جذب مزاد فنّي في طهران مبيعات قياسية بلغت 7.4 مليون دولار في عام 2016، ما بعث الأمل في أن انتعاشه يعود إلى تحسن العلاقات بين إيران والغرب.
وشكلت عائدات الفنانين الإيرانيين العام الماضي أكثر من نصف الأرباح التي بلغت 2.1 مليون دولار في مزاد "سوثبي" للشرق الأوسط في لندن.
وخلال مقابلةٍ في معرض "CAMA" في لندن، الذي يعد جزءاً آخر للمعرض في طهران، قالت المديرة، أفا مورادي، إن "الفن الإيراني في ازدهار، وسوف يستمر في الازدهار بغض النظر عن أي شيء".
ولكن في ظل العقوبات التجارية وحظر السفر، يثير الأمران العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت موجة الازدهار هذه ستتوقف، أو حتى ستنعكس.
وقالت الفنانة الإيرانية المقيمة في المملكة المتحدة، سهيلة سوكانفاري، في مقابلةٍ عبر البريد الإلكتروني إن لدى سياسات ترامب "تأثير فوري" على عملها، إذ ألغي عرض جماعي كان من المفترض أن تشارك فيه في بينالي البندقية في عام 2017، "بسبب انسحاب الرعاة من مشروعنا".
وقد يكون الوضع أكثر صعوبة بالنسبة إلى الفنانين الذين ما زالوا يعيشون في إيران، إذ تراجع الريال الإيراني في وجه الدولار بعد تأكيد ترامب على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقها النووي مع إيران في مايو/أيار، وبالإضافة إلى العقوبات الجديدة المفروضة عليها.
ورغم تأثير ذلك على الإيرانيين في مختلف المجالات، يعني ذلك بالنسبة للفنانين أن كلفة المعدات مثل الدهان، والورق، قد ارتفعت بشكل كبير جداً، وفقاً للفنانة المقيمة في طهران، شادي نوياني، التي تُعرف بلوحاتها التي تستكشف المشاكل النفسية والاجتماعية.
كما أدت البيئة غير المستقرة إلى إثارة قلق المقتنين الفنيين ودفعهم إلى "شراء الذهب والسيارات التي تستطيع أن تُباع بسهولة في حال ساء الوضع في إيران" بدلاً من الاستثمار في الفن.
ولكن رغم زيادة العقبات أمام الفنانين المقيمين في إيران، ترى خبيرة الفنون الشرق أوسطية، بيبي ناز زافييه، من موقع "Artnet" عبر البريد الإلكتروني أن الفن لا يزال "من أكثر الأماكن أماناً من أجل الاستثمار" لأنه يعاني بشكلٍ أقل من التضخم المفرط للسلع الأخرى ذات القيمة العالية.
وبالنسبة للفنانين في إيران، فقد تشكل الصعوبات الحالية مصدراً للإلهام، إذ قال نوياني: "يمكننا فقط أن نستمر بالتفاؤل، ونأمل أن نوعاً مثيراً للاهتمام من الفن سوف ينشأ من هذه الأوقات الصعبة".