رأي.. ماذا لو كانت قصة آخر فيلم للمخرجة هيفاء المنصور عربية؟

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير سامية عايش
رأي.. ماذا لو كانت قصة آخر فيلم للمخرجة هيفاء المنصور عربية؟
Credit: Charley Gallay/Getty Images for Netflix

هذا المقال بقلم سامية عايش، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

إن كنتِ واحدة من هؤلاء الفتيات اللاتي واجهن معاناة كبيرة مع شعرهن منذ الصغر، فنصيحتي لكِ: لا تفوتي مشاهدة الفيلم الجديد على نتفليكس للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والذي يحمل عنوان Nappily Ever After.

بشكل سريع، يروي الفيلم قصة "فيوليت" التي تعيش منذ طفولتها هاجس "الشعر الناعم"، فتتركز حياتها الخاصة والعملية حول مبدأ الكمال في المظهر الخارجي، لدرجة تجعل صديقها يتركها لأنها "شخصية كاملة"، وتفشل في نقطة معينة في الاستمرار بالتميز في العمل، فتقرر حلق شعرها كله، لتتبلور أمامها حياة جديدة الجوهر الإنساني هو مبدأها.

قد تقرؤون الكثير من المراجعات الفنية والآراء بشأن هذا الفيلم، الذي يمكن أن نقول إنه بسيط وخفيف ويمكن مشاهدته بعد يوم عمل طويل برفقة مجموعة من الأصدقاء، ولكن خلال مشاهدتي لهذا الفيلم واسم المخرجة الذي طبع عليه، أخذتني أفكاري إلى مكان آخر: ماذا لو كانت قصة هذا الفيلم تدور في دولة عربية؟

قد لا تختلف المشاهد كثيرا، فستظل الخشية من الاقتراب من الماء موجودة، وسيظل ذلك الشغف والعشق بالشعر الطويل الناعم موجودا، وسيظل إصرار الأهل على "الكمال" موجودا، وستبقى محاولة إبهار الحبيب أو الصديق بالاستيقاظ في الصباح والشعر لا زال مرتبا وجميلا موجودة، فما يجمعنا مع مثل هذه القصة هي إنسانيتها قبل أي شيء آخر.

ما يهم في المجمل هو القصة التي تنبع من ذاتنا الإنسانية، وتجعلها لغة عالمية يفهمها أي شخص يعيش في هذا العالم، وهو بالضبط ما دأبت على فعله المخرجة السعودية هيفاء المنصور في أعمالها (ولكن في فيلم "وجدة" قد تكون القصة أكثر خصوصية لأنها تختص بقضية لم تكن تحصل إلا في السعودية، وهي القيادة والتحكم بالمرأة).

هذا أيضا يقودنا إلى الحديث عن مقاييس الجمال الموجودة من حولنا، فبينما أشار الفيلم إلى حب الفتاة الصغيرة فيوليت للعبة باربي، تظهر اليوم من حولنا أيضا مقاييس جديدة خصوصا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وتركيز من يسمون أنفسهم بالمؤثرين خصوصا على منصات مثل انستغرام على الشكل الخارجي، والشعر، والمكياج وغيرها.

بودي أن أرى قصة مشابهة ولكن في بيئة عربية، لأني أعتقد أنها ستقدم شكلا جديدا من أشكال السينما الواقعة بين "التجارية" والفنية"، وهي أعمال أصبحت قليلة خصوصا وأن السينما في معظم البلدان العربية بعيدة عن التجارية ولا سوق لها في دور العرض السينمائية.

  • سامية عايش
    سامية عايش
نشر