دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت متزوجة، وتذهب إلى عملها في المستشفى ليلاً بشكل اعتيادي. والآن، هي مطلقة، ويواجهها ألف سؤال حول المكان الذي تعود منه في هذا الوقت المتأخر. هذه قصة واحدة من أصل مئات النساء اللواتي ما زلن يعانين من وصمة الطلاق التي تلاحقهن في حياتهن اليومية.
"خرابة بيوت".. هي إحدى الصفات التي تلاحق النساء المطلقات في المجتمع العربي. لذا، أرادت محاسن صابر، تغيير هذه الصورة النمطية ووصمة العار المرتبطة دائماً بالمرأة.
وأُطلقت إذاعة "المطلقات" من تجربة كانت قد مرت بها مؤسستها صابر. ورغم تجربتها الشخصية، إلا أن الإذاعة لم تتمحور حول قضيتها فحسب، وإنما تضمنت قضايا جميع النساء اللواتي يعانين من تأثيرات بعد الانفصال.
وتشكل الإذاعة، التي تأسست في العام 2010، منبراً لتواصل المطلقات مع المجتمع. ورغم أن هدف الإذاعة واحد، إلا أن برامجها متعددة، إذ تستعين بأطباء نفسيين ومختصين اجتماعيين لمناقشة شتى المواضيع المتعلقة بالطلاق وما بعده.
ويتخذ أحد البرامج التي تقدمها الإذاعة عنوان "مش عايزة أعنس.. مش عايزة أتطلق". وتدير هذا البرنامج شابة تراودها مشاعر الخوف من أن تصبح "مطلقة"، وذلك لاستعجالها في اتخاذ قرار الزواج. ولكنها، تخاف أيضاً من أن يطاردها شبح العنوسة بسبب تأنيها في البحث عن الشريك المناسب.
ويعتبر البعض أن النساء المطلقات لديهن عداوة مع الرجال، لذا حرصت الإذاعة على تقديم برنامج يوفر فرصة للرجل حتى يشارك تجربته مع الطلاق وأسباب فشل زواجه.
وتفادياً لاعتقاد المجتمع أن الإذاعة تحفز النساء على اتخاذ قرار الطلاق، أضافت صابر برنامج "قبل ما تقولي يا طلاق"، وهو يقدم النصح للزوجين والتوعية بأن الطلاق ليس المنفذ والحل الوحيد لجميع المشاكل الزوجية.
وتلقت الإذاعة رواجاً في العديد من الدول العربية، حتى أنها كانت قد تلقت رسائل من أشخاص في المكسيك. ولكن، لم يخل الأمر من تعرضها لبعض الانتقادات السلبية، وسرعان ما تغيرت نظرة بعض الأشخاص، وذلك بعد استماعهم للمواضيع التي تقدمها الإذاعة، ومنهم من عمل فيها لاحقاً.
ويعود سبب تسمية الإذاعة بالـ "مطلقات" لما تجلبه هذه الكلمة من "عار" لبعض الأشخاص. وأرادت صابر استخدام الكلمة ذاتها لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة. وبالنسبة إلى فريق العمل، فهو منوع، بحيث يضم رجال من المتزوجين وغير المتزوجين، بالإضافة إلى نساء شابات، ومطلقات، وأرامل.
وإلى جانب بث الراديو، تقدم الإذاعة خدمات متنوعة، بالإضافة إلى مساهمات عديدة لتمكين النساء. مثل تعليمهن بشكل مجاني الفوتوشوب والبرمجة، بالإضافة إلى دورات تثقيفية أخرى، وذلك لضمان الدخل الجيد للمرأة المطلقة.